أركان الصلاة عددها 14 ركنًا وهي الأقوال والأفعال التي تتكون
منها حقيقة الصلاة وماهيتها، وهذه الأركان وجب على المسلم
معرفتها والالتزام بها وعدم تركها لأنها قوام الصلاة التي هي قوام
الإسلام وأحد أركانه وهي الدليل على قوة إيمان العبد وهي الراحة
والطمأنينة التي يجدها العبد في نفسه عندما يلبي نداء الله في قوله
“حي على الصلاة”، وهي عماد الدين من تركها خاب وخسر ومن أداها
بأركانها وواجباتها و سننها وشروطها فاز وربح في الدنيا والآخرة.
ما هي أركان الصلاة ؟
هي أربعة عشر ركنًا لا تصح الصلاة إلا بها ولا تسقط عن المصلي
لا عمدًا ولا جهلًا ولا سهوًا، فمن ترك ركنًا من أركان الصلاة عمدًا
فصلاته باطلة وغير صحيحة باتفاق العلماء، لأن ترك أو زيادة ركن
من مبطلات الصلاة.
أما ترك الركن سهوًا أو جهلًا فيجب الأتيان به إذا أمكن تداركه بالاتفاق
وأما إذا لم يمكن تداركه فصلاته غير صحيحة عند الحنفية، أما عند الجمهور
من العلماء تُلغى الركعة التي نسي منها الركن فقط، إلا أن يكون الركن هو
تكبيرة الإحرام لأنه لم يدخل في الصلاة أصلًا ووجب عليه إعادة الصلاة،
وهذه الأركان كالتالي:
الركن الأول من أركان الصلاة: القيام
وهو الوقوف في الصلاة المفروضة للقادر عليه، ودليل ذلك قوله تعالى:
“وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ” (البقرة – 238)،
والدليل من السنة النبوية قول النبي صلى الله عليه وسلم لعمران بن حصين:
“صلِّ قائمًا، فإن لم تستطع فقاعدًا، فإن لم تستطع فعلى جنبٍ” رواه البخاري،
وقد أجمع الفقهاء على أن القيام ركن من الأركان لا يسقط إلا
عن المريض الذي لم يقدر على القيام أو من كان خائفًا أن يزيد مرضه،
ففي هذه الحالة يصلي جالسًا أو على جنب ودليل ذلك حديث
أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
“سقط النبيّ صلَّى الله عليه وسلّم عن فرس فجُحِش (انخدش وانقشر)
شقّهُ الأيمن، فدخلنا عليه نعوده، فحضرت الصّلاة، فصلّى بنا قاعدًا،
فصلّينا وراءه قعودًا، فلمّا قضى الصّلاة قال: إنّما جُعل الإمام ليُؤْتَمّ به،
فإذا كبّر فكبّروا، وإذا سجد فاسجدوا، وإذا رفع فارفعوا وإذا قال:
سمع الله لمن حمده، فقولوا: ربّنا ولك الحمد، وإذا صَلّى قاعدًا،
فصلُّوا قعودًا أجمَعون” رواه البخاري ومسلم.
وهذا الركن فرض في صلاة الفرض أما صلاة النافلة فيجوز أن تصلي
قاعدًا لكن الأولى والأكبر أجرًا هو القيام،
وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم:
“صلاة القاعد على النصف من صلاة القائم” رواه مسلم،
وعن عمران بن حصين رضي الله عنه قال:
“سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل وهو قاعد،
فقال: من صلى قائمًا فهو أفضل، ومن صلى قاعدًا فله نصف
أجر القائم، ومن صلى نائمًا فله نصف أجر القاعد” رواه البخاري.
الركن الثاني من أركان الصلاة: تكبيرة الإحرام
وهي قول “اللهُ أَكْبر” وهي ركن باتفاق عامة الفقهاء وذلك لحديث النبي
صلى الله عليه وسلم: “….، وتحريمُها التَّكبيرُ، …” رواه الترمذي
وقول النبي صلى الله عليه وسلم للرجل المسيء صلاته:
“إذا قمت إلى الصلاة فكبر” رواه البخاري عن أبي هريرة،
وكذلك قول السيدة عائشة رضي الله عنها:
“كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح الصلاة بالتكبير”
رواه مسلم.
الركن الثالث من أركان الصلاة: قراءة الفاتحة
وهي ركن في الصلاة سواء كانت فرضًا أو نفلًا وسواء كانت الصلاة جهرية أم سرية،
ودليل ذلك حديث عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ:
“لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب” رواه البخاري ومسلم،
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب، فهي خداج فهي خداج فهي خداج” رواه مسلم
(معنى خداج: ناقصة).
الركن الرابع: الركوع والاطمئنان فيه
لقوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الحج – 77)،
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث الرجل المسيء في صلاته:
“ثم اركع حتى تطمئن راكعًا” متفق عليه،
واتفق العلماء بالإجماع على أن الركوع ركن من الأركان.
الركن الخامس: الرفع من الركوع والاعتدال فيه
وذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث المسيء صلاته:
“ثم ارفع حتى تعدل قائمًا” متفق عليه،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل ذلك وقال:
“صلوا كما رأيتموني أصلي” متفق عليه
الركن السادس: السجود والاطمئنان فيه
بدليل قوله تعالى: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ
وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” (الحج – 77)،
وفي حديث الرجل المسيء في صلاته قال النبي صلى الله عليه وسلم:
“ثم اسجد حتى تطمئن ساجدًا”،
والسجود يكون على سبعة أعضاء وهي:
الجبهة مع الأنف والكفين والركبتين وأطراف القدمين،
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال:
“أمرتُ أن أسجُد على سبْعَة أعْظُم: على الجبهة، وأشار بيدهِ على أنْفه
واليدين والركبتين، وأطراف القدمين ولا نَكْفِتَ الثياب والشعر” رواه البخاري.
الركن السابع: الاعتدال أو الرفع من السجود مع الطمأنينة
ومن أركان الصلاة كذلك الاعتدال أو الرفع من السجود مع الطمأنينة،
ففي حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“أتمّوا الرّكوع والسّجود، فوالذي نفسي بيده، إني لأَراكُم من بعْدِ ظهْري
إذا ما ركَعتُم، وإذا ما سجَدتم” رواه البخاري ومسلم.
الركن الثامن: الجلوس بين السجدتين
وذلك لما جاء عن النبي ﷺ في حديث الرجل المسيء في صلاته:
“ثم ارفع -من السجود- حتى تطمئن جالسًا”،
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان رسول الله إذا رفع رأسه من
السجدة لم يسجد حتى يستوي جالسًا” رواه مسلم وابن ماجه.
الركن التاسع: الطمأنينة في جميع أركان الصلاة
والدليل تكرار الرسول صلى الله عليه وسلم لقوله: “حتى تطمئن”
في حديث الرجل المسيء في صلاته وهو يعلمه مع كل الأركان،
والطمأنينة تعني السكون والذي يكون بقدر ما وجب من الذكر في الركن
كقول سبحان ربي العظيم في الركوع وسبحان ربي الأعلى في السجود.
الركن العاشر والحادي عشر: التشهد الأخير و الجلوس فيه
بدليل حديث عن عبدالله ابن مسعود رضي الله عنه، قال: “كنا نقول قبل
أن يفرض علينا التشهد: السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل،
السلام على ميكائيل، السلام على فلان، فقال صلى الله عليه وسلم:
لا تقولوا: السلام على الله، فإن الله هو السلام، ولكن قولوا:
التحيات لله…” (متفق عليه)،
فقوله (كنا قبل أن يفرض علينا) دليل على فرضيته،
وفي لفظ آخر لحديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إذا قعدَ أحدُكم في الصّلاة فليقل: التحيَّات لله …” وذكر صيغة التشهد،
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجلس في التشهد الأخير.
{{ صيغة التشهد }}:
((التحيات لله والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته،
السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له،
وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما
صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمد
وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد))
متفق عليه.
الركن الثاني عشر: الصلاة على النبي ﷺ
وقد اختلف العلماء في هل الصلاة على النبي ﷺ ركن من أركـان الصـلاة
أم من واجبات الصلاة أم من سنن الصلاة.
الركن الثالث عشر: التسليم
وهو قول (السلام عليكم ورحمة الله) يمينًا ويسارًا، ودليل ذلك قول النبي ﷺ:
“مِفتاحُ الصَّلاةِ الطُّهورُ ، وتحريمُها التَّكبيرُ ، وتحليلُها التَّسليمُ ”
رواه الترمذي وابن ماجه.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: “كان النبي ﷺ يختم صلاته بالتسليم”
رواه مسلم وأبوداوود.
الركن الرابع عشر: الترتيب
وتعنى ترتيب الأركان المذكورة والدليل على ذلك ما جاء في حديث المسيء
في صلاته من تكرار لفظ “ثم” من الرسول ﷺ فدلَّ ذلك على الترتيب،
وكذلك دليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل هذه الأركان مرتبة
وقد قال: “صلوا كما رأيتموني أصلي”
هذه كانت إحدى الفوائد الفقهية المتعلقة بالصلاة
وسلسلة كيف أنتظم في صلاتي ؟ وهي أركان الصلاة ،
فالحمد لله على ما مضى وما هو آت ونسأل الله تعالى التوفيق والسداد
ثم نختم بالصلاة والسلام على معلمنا الذي علمنا الصلاة وعرفنا كيفيتها
سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم.