إبراهيم بن الأغلب

إبراهيم بن الأغلب حياته وفترة حكمه ووفاته

إبراهيم بن الأغلب التميمي، مؤسس دولة الأغالبة، الذي قاد حركة
الفتح الإسلامية في جزر البحر الأبيض المتوسط، وبلغت قوته
أشدها حيث دفعت جميع دول ساحل إيطاليا الجزية،

عاشت دولة الأغالبة لمدة قرن وتسع سنوات من عام 184 هـ / 800 م
الى 296 هـ / 909 م وخلال تلك الفترة ازدهرت الحياة الإقتصادية
والحضرية في تونس، ولعبت المساجد دوراً هاماً في دعم الحضارة الإسلامية
فما قصة إبراهيم بن الأغلب هذا ما سنعرفه من خلال هذا المقال، فلنتابع

إبراهيم بن الأغلب

هو إبراهيم بن الأغلب بن سالم بن عقل بن خفاجة بن عباد
بن عبد الله بن محمد بن سعد بن حرام بن سعد بن مالك
بن سعد بن زيد مناة بن تميم التميمي،
عائلته تنتمي إلى قبيلة تميم العربية التي هبطت في خراسان
منذ الفتح، وكان والده الأغلب بن سالم من بين الرجال البارزين
في الدعوة العباسية في مدينة مرو الصغرى.

وذكر إبراهيم بن الأغلب من بين العلماء في حلقة عالم الفقيه
الليث بن سعد من علمه، فقد اتسم بالصفات الشخصية التي
جعلته قائداً مثالياً لقادة الأمة الإسلامية. ويؤكد المؤرخون أنه
كان شابًا ذكيًا وبليغًا وخطيباً وشاعراً ذو دين وفقه وشجاعه

مسيرة حياته

قام أمير إفريقيا بن الأغلب بعمل بطولي في استعادة الأمن في شمال
إفريقيا، وقضى على ثورة تمام بن تميم التميمي في تونس وعلى
حاكمها الذي استولى على الحكم بعد هرثمة بن أعين.
وتوجه إبراهيم للقيروان وبالفعل أخرج منها تميم التميمي
وأعاد حاكمها هرثمة بن أعين.

كتب يحيى بن زياد، رسالة إلى الخليفة الرشيد عما فعله إبراهيم
ولهذا عيّنه أمير إفريقية بناء على نصيحة هرثمة بن أعين، تقديرًا له
على كفاءته وإخلاصه في الطاعة ولحب الناس له وقد تم ذلك في
جمادى الثاني 184 هـ / 800 م، فدخل القيروان وانضم إليه شعبها
وأحبه شعب المغرب.

حكم إفريقية

إبراهيم بن الأغلب
إبراهيم بن الأغلب

حكم إفريقيا في ظروف صعبة، واعتمد بن الأغلب في تعزيز
حكمه واستقراره على أساس التقدم في الأعمال التي تحقق الهدف،
فأول ما فعله هو التخلص من القادة الذين رفضوا الخضوع له، فأرسلهم
إلى حاضرة الخلافة، حيث تم سجنهم، واتبع نفس الطريقة لمواجهة
القوات الأخرى،

وسارع إلى إنشاء جيش قوي يمكن الاعتماد عليه والوثوق به من البربر
والسقالبة الذين تم جلبهم من أوروبا وهم صغارًا وعلمهم ورباهم تربية
عربية إسلامية، وفي عام 185 هـ / 801 م قام  إبراهيم بن الأغلب ببناء
مدينة أطلق عليها اسم العباسية أو القصر القديم، لتكون عاصمة دولته
الناشئة، وتقع على بعد ثلاثة كيلو مترات جنوب مدينة القيروان، حيث
بنى مسجدًا وقصرًا وانتقل إليها بأهله وأتباعه حتى أصبحت مدينة ملكية.

إنجازاته

استطاع بن الأغلب القضاء على جميع الثورات التي رفضت
الخلافة العباسية حيث كان موالي للخلافة العباسية، كما انه كان
القوة التي استطاعت القضاء على ثورة الخوارج وتوسع دولة الأدارسة
في المغرب العربي الأقصى والأوسط،

وظل يكيد لإدريس الثاني محاولاً استمالة كبار زعماء البربر وكسبهم
إلى جانب الدعوة للعباسيين، ونصرة مذهب أهل السنة والجماعة،
إلا أنه خضع آخر أيامه لمشورة أتباعه بالكف عن إدريس الثاني،
بعد أن تم تأسيس إمارته وحصل الخليفة على كل ما يريده، وعمل على
ضمان أن يتولى أولاده بعده الحكم، بمباركة الخلافة العباسية، التي وافقت
على جعل الدولة وقفًا لأهل بن الأغلب مقابل بقاءه على الطاعة
وتقديم الولاء الى الدولة العباسية، وتكون دولة الأغالبة التي تضم طرابلس
(ليبيا) وإفريقيا (تونس) وجزء من المغرب العربي المركزي (الجزائر).

وبشكل عام، في فترة حكم بن الأغلب، ساد الأمن والازدهار، حيث كثر أهل
العلم وتحولت إفريقية إلى أحد أهم قواعد الحضارة الإسلامية.

وفاة إبراهيم بن الأغلب

توفي بن الأغلب في شوال سنة 196هـ عن عمر يناهز  56 عام.

شاهد أيضاً

أعمال أبي بكر الصديق رضي الله عنه

أبرز أعمال أبي بكر الصديق رضي الله عنه

أثمرت رفقة الصديق للنبي صلى الله عليه وسلم إيمانًا راسخًا، وعزمًا لا يفتر، وقوة باطنة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *