الزكاة هي أحد أركان الاسلام التي فرضها الله سبحانه وتعالى على
المسلمين وهي فريضة واجبة ويحاسب عليها المسلم يوم القيامة
حيث قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:” خُذ من أموالِهم صَدَقةً
تُطهرهم وتُزكيهم بها” سورة التوبة
ومن خلال هذا المقال سوف نتعرف على كافة التفاصيل المتعلقة
بالزكاة من حيث أنواعها والحكمة من مشروعيتها وزكاة الزروع والصدقة
الزكاة
هي ثالث أركان الإسلام وهي فرض على كل مسلم والـزكاة
في اللغة: الزيادة والنماء والطهارة، أما المصطلح الشرعي: حق واجب
في الأموال الخاصة، والمسلم يدفعه وفق شروط معينة وفي أوقات
معينة ،حيث قال تعالى في قرآنه الكريم : وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَمَا
تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ”
سورة البقرة آية 110.
والزكاة لها تأثير كبير على المجتمع والأفراد فهي تزيد من بركة المال
وتعمل على تنمية المجتمع وهي طهارة لقلب المسلم.
أنواع الزكاة
من أهم أنواع الزكاة هي :
الزكاة الواجبة على الأموال:
وهي زكاة المال التي تشمل الأموال النصاب والحلى والمجوهرات
من فضة وذهب وأغنام وأبقار وإبل، كما تشمل الزرع والثمار
وعروض التجارة من عقارات وسيارات وأراضِ وملابس وغير ذلك.
الزكاة الواجبة في الذمة
يقصد بالزكاة الواجبة في الذمة، زكاة الفطر والتي يجب على
كل مسلم إخراجها في رمضان
صدقة التطوع
تندرج صدقة التطوع ضمن أنواع الزكاة، وتشمل كل ما يعطيه المسلم
من أموال ويمنحه للفقراء والمحتاجين بهدف الحصول على الأجر والثواب
ويطلق عليها صدقة لأنها تدل على صدق إيمان مخرجها.
الحكمة من شرعية الـزكاة
- تطهر الروح من الجشع والبخل.
- تعين وتساعد الفقراء والمحتاجين والمعوزين وتفي باحتياجاتهم.
- تفيد عامة الناس وتساعد على زيادة سعادتهم وراحتهم.
- التقليل من تضخم النقود وزيادتها وتراكمها في أيدي الأغنياء وحتى
لا تتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء في المجتمع. - تعزيز روح التعاون والمحبة والتكافل بين أفراد المجتمع.
- تطهير قلب المسلم وزيادة إيمانه.
شروط وجوب الزكاة
والزكاة لها شروط تتعلق بالمال وبالشخص الذي يدفعها والتي
تتمثل في الآتي:
الإسلام شرط أساسي لوجوب الزكاة، فلا زكاة لغير المسلمين.
أن يكون المزكي لديه عقار مملوك له تمامًا، وقد بلغ النصاب القانوني،
ويختلف مقداره باختلاف المال.
مرور الحول على الأموال الزكوية الحولية، وهو شرط يجب مراعاته
في جميع الأموال، باستثناء الزكاة في الثروة الزراعية وما شابه؛
الزكاة مطلوبة مع كل حصاد للثمار مرة واحدة.
الفضل عن الحوائج الأصلية: المعنى الأصلي هو الحاجات الأساسية
للشخص وأسرته، دون إسراف أو تقتير والدليل على هذا الشرط هو قول
النبي صلى عليه وسلم (إبدا بنفسِك فتصدَّقْ عليها، فإن فضَلَ شيءٌ
فلأهلِك، فإن فضَل عن أهلِك شيءٌ فلذى قرابتِك، فإن فضَل عن ذى قرابتِك
شيءٌ فهكذا وهكذا، يقولُ: فبين يدَيك وعن يمينِك وعن شمالِك) رواه مسلم.
النماء: يجب أن يكون المال قابلا للنماء وصاحب المال غير ملزم بتطويرها حتى
يدفع الزكاة، ولكن يكفي أن ينمو ماله ويزداد حتى تشترط الزكاة. والدليل على
ذلك قول رسول الله عليه وسلم: (ليس على المسلمِ في عبدِه ولا في فرسِه
صدقةٌ)، وبالتالي لا زكاة في المال طالما لا يقبل النماء، مثل الديون عديمة الفائدة
والتي يصعب تحصيلها أو الأموال المسروقة التي من المستحيل استردادها.
تحقيق النصاب: النصاب مبلغ قانوني معين، إذا وصل إليه المال، فإن الزكاة مطلوبة،
ويمكن القول أن النصاب هو السقف الذي تحدد به الثروة التي تتطلبها الزكاة.
مستحقي الزكاة
لقد وضع الله تعالى أحكاماً وضوابط واضحة للزكاة، كما أوضح
مستحقينه أي أولئك الذين لهم الحق في أخذ المال من الزكاة،
لأنه لا يجوز إعطاء أموال الزكاة إلا لمن يحق لهم. كما أشار إليهم
الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم وهم ثمانية أنواع:
قال تعالى: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا
وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفىيِي سَبِيلِ اللَّهِ
وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
سورة التوبة آية 60.
الفقراء: هم الذين لا يجدون ما يكفي للإنفاق على أنفسهم.
المساكين: هم الفقراء المتعففين الذين لا يستطيعون العثور
حتى على الطعام والشراب ولا يعلم غير الله عن حاجتهم
العاملون عليها: هو المسؤول عن جمع الزكاة من أهلها ،
والمكلفون من الدولة ويسعون بتجميع الزكاة وطلبها.
المؤلفة قلوبهم: إنهم أولئك اصحاب الايمان الضعيف ويتم
إعطاؤهم الزكـاة لتعزيز إيمانهم.
في الرقاب: هم العبيد والإماء، حيث يمكن شراؤهم بالمال
من الزكـاة وتحريرهم
الغارمون: هم الذين تكون في أعناقهم دينًا للناس ، لذلك
يُعطون أموال الزكـاة لسداد ديونهم.
في سبيل الله: وهي الأعمال الموقوفة لله تعالى وخدمة الناس،
كالمشافي والمدارس والمساجد، والملاجئ، ودور رعايةِ الأيتام.
ابن السبيل: هو المسافر العالق، ويعطي ما يكفي من الزكاة للوصول إلى بلده.
زكاة الزروع
زكــاة الزروع أو زكاة الزراعة هي نوع من المال الذي تجب فيه الزكاه،
وهو الزرع أو المحصول النابت من الأرض، إذا وصلت إلى النصاب ويقدر
بخمسة أوسق ، نقية وبدون قشرة، حيث قال الله تعالى: “وَهُوَ الَّذِي
أَنشَأَ جَنَّاتٍ مَّعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ
وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ
وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ” الأنعام آية 141.
شروط زكـاة الزروع
توجب زكــاة الزروع على الأصناف التالية: (القمح، والشعير، والذرة،
والأرز، وكل ما يقتات ويدخر)، ومن الثمار: (التمر والزبيب)، والمذهب
الحنيف أشار إلى وجوب الزكــاة في كل ما يخرج من الأرض.
أن يبلغ النصاب، وهو خمسة أوسق، حيث قال رسول الله صلى الله عليه
وسلم: “لَيْسَ فِيما دُونَ خَمْسَةِ أوْسُقٍ صَدَقَةٌ” ويقصد بالخمسة أوسق
653 كجم تقريبًا، وبالكيل 50 كيلة مصرية.
إذا كان ما يزرع من بين العناصر التي يجب أن تكون فيها الـزكاة، ويتم الوصول
إلى النصاب القانوني المذكور أعلاه، فإن الـزكاة مطلوبة.
الكمية:
1- العشر كاملًا: هذا هو ما إذا تم الاعتماد على سقي الأرض
بالمطر أو الري مباشرة من المصارف دون تكلفة.
2- نصف العشر: أي إذا كنت تسقي بآلة الري ، ولم يتم خصم التكاليف
أو النفقات من المحصول قبل دفع الزكـاة ، وإذا كان المحصول لا يفي
بمبلغ الزكـاة ، فإنها ليست مطلوبة.
الصدقة
من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله التصدق على المحتاجين والفقراء
وهى تختلف عن الـزكـاة في كونها ليست فرض وواجب على المسلمين
ولا تتقيد بوقت معين كـزكاة الفطر إنما هي يمكن تأديتها في أي وقت
تعود بالفائدة على كل من المتصدق ومستحق الصدقة، فالكثير من المسلمين
يلجأ للتصدق كي يفرج الله عنه ضيقته فالصدقة من أعمال البر والاحسان
ومن يتصدق ينال الأجر والثواب.
قال الله تعال في كتابه الكريم:” آمِنُوا بِاللَّـهِ وَرَسُولِهِ وَأَنفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم
مُّسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَأَنفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ”، سورة الحديد آية (7).
ويجب ان تعطي الصدقة بطيب خاطر والحرص أن تكون خالصة من القلب
دون رياء أو تفاخر أو تمنن على المحتاج وإلا سقط الثواب عنها.