الزكاة وأنواعها | ما هي الزكاة المفروضة؟ وما فوائدها؟

الزكاة وأنواعها | ما هي الزكاة المفروضة؟ وما فوائدها؟

الحمد لله نبدأ فلا مبدأ إلا بحمده، نحمدك ربنا على نعمك، ماظهر منها وما بطن، والصلاة والسلام على سيد الخلق والبشر، الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام الخمسة، التي هي الأساس الذي يقوم عليه الدين، ويبنى بها المجتمع، فيكون مجتمعاً قوياً صالحاً، وحتى نصل إلى القوة والصلاح في مجتمعنا الإسلامي، وجب على كل فرد أن يبني نفسه وأهله بوضع أساس الإسلام (أركانه)، موضوع اليوم عن ركن من هذه الأركان، وهو الزكاة، فما هي الزكاة وأنواعها ؟ ومتى فرضت ؟ ولماذا سميت بهذا الإسم؟ وما هي شروط الزكاة وأحكامها ؟ وما المقصود بنصاب الزكاة ؟ أكمل القراءة لتعرف إجابات هذه الأسئلة.

الزكاة وأنواعها

تعريف الزكاة في الإسلام

معنى الزكاة لغة : مأخوذة من النماء والبركة والزيادة والطهارة، وقد جاء هذا اللفظ في القرآن الكريم
في قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا} (الشمس – 9)، والمعنى: أفلح من طهر نفسه من الذنوب والمعاصي.

أما معنى الزكاة في الشرع فهو: ما يخرجة الإنسان من ماله (ليس المقصود بماله هنا النقود فقط
ولكن كل مايمتلكه الإنسان فهو ماله) للفقراء والمحتاجين، بقدرٍ معلوم من مال مخصوص،
لأصناف محددة بشروط خاصة.

الفرق بين الزكاة والصدقة

الزكاة هي ما أوجبه الله تعالى وفرضه على المسلمين، يؤدونه إلى الفقراء والمحتاجين،
وتكون محددة ومعلومة ولها شروط وأحكام وأنواع.

أما الصدقة فهي ما يخرجه الإنسان تطوعاً منه ابتغاء رضوان الله تعالى،
وهي ليست محددة بوقت ولا مقدار وليس لها شروط كشروط الزكاة.

متى فرضت الزكاة ؟

يدعو الإسلام الناس إلى التعاون، فيساعد الغني الفقير، ويعاون القوي الضعيف،
وقد دعا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه إلى الرحمة بالمحتاجين ومساعدة الفقير
منهم والمسكين، وكان أثناء دعوته الناس في مكة يحثهم على إخراج المال وفعل الخير،
دون تحديد قيمة لهذا العطاء، ثم بعد هجرته إلى المدينة وتحديداً في العام الثاني للهجرة،
فرض الله تعالى الزكاة على المسلمين،
وبين رسولنا الكريم مقادير الزكاة وأحكامها وشروطها ومصارفها.

لماذا سميت الزكاة بهذا الاسم ؟

لأن المسلم عندما يخرج زكاة ماله، فإن المال ينمو ويزيد وتحل عليه البركة،
ولأنه بإخراجه لزكاته يطهر نفسه من الآثام، وإخراج الزكاة دليل على قوة إيمان المزكي،
وصفاء نفسه من البخل والشح،
قال تعالى: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ} (التوبة – 103)،
وهذا أمر من الله تعالى لرسوله بأخذ الصدقة من المؤمنين،
والسبب هو أن هذه الصدقة تطهر النفوس من البخل، والقلوب من الذنوب والآثام.

حكم الزكاة والدليل على فرضيتها

الزكاة فرض وأحد أركان الإسلام الخمسة، والدليل من القرآن الكريم،
قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (النور – 56).

الدليل من السنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يارسول الله، دُلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة؟ فقال له:
[تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة المكتوبة، وتؤدي الزكاة المفروضة، وتصوم رمضان]فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا، فلما ولَّى قال صلى الله عليه وسلم:
[من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا] (رواه البخاري ومسلم).

الدليل من الإجماع، فقد أجمع علماء الأمة والمسلمون جميعاً من وقت فرضيتها
إلى الآن على أنها فرض وركن من أركان الإسلام.

فوائد الزكاة وأنواعها

  • قوة المجتمع وإظهار قيمة التكافل الإجتماعي بين أفراده، لأن المجتمع فيه الفقير والغني،
    فيهم القادر وغير القادر، فالغني يساعد الفقير، والقادر يعطف على غير القادر،
    حتى يتحقق التكافل الإجتماعي.
  • الرحمة والعطف بين المسلمين، قال صلى الله عليه وسلم:
    [مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد،
    إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى]
    (رواه البخاري ومسلم).
  • زيادة الحب والود بين الناس، فالفقير عندما يشعر بأن الغني
    يساعده ويهتم به، يحبه ولا يحقد عليه أو يحسده.
  • الابتعاد عن البخل والشح، لأن الإنسان بطبيعته يحب المال،
    قال تعالى: {وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا} (الفجر – 20)،
    فالمزكي بإخراجه الزكاة يتغلب على هذا الطبع.
  • تأدية شكر نعمة المال، فنعم الله كثيرة وكل نعمة لها شكرٌ خاصٌ بها،
    ونعمة المال شكرها يكون بإخراج الزكاة والصدقات.

شروط وجوب الزكاة

  1. الإسلام، فلا تجب على غير المسلم.
  2. البلوغ، فلا تجب على الصبي، لأنه غير مكلف.
  3. العقل، فلا تجب على المجنون الذي فقد عقله.
  4. الحرية، فلا تجب على العبد،(وهذا غير موجود حالياً لأن العبودية انتهت).
  5. أن يكون مالكاً للنصاب، فلا تجب على من لم يملك النصاب،
    والمقصود بالنصاب هو مقدار من المال حددته الشريعة الإسلامية لإخراج الزكاة،
    والنصاب يتحدد على حسب نوع المال الذي يجب فيه الزكاة،
    وسنوضح أنواع الأموال التي تجب فيها الزكاة في الفقرات التالية.
  6. أن يكون قد حال الحول على النصاب، بمعنى أن يمر عام كامل
    على امتلاك المزكي للنصاب.
  7. أن يكون فائضًا عن الضرورات التي لا يستغني عنها الإنسان،
    كالطعام والشراب والملبس والمسكن.
  8. ومن شروط صحة الزكاة أيضاً، أن ينوي المزكي إخراج زكاته،
    لأن كل عمل يجب أن يقترن بالنية لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
    [إنما الأعمال بالنيات].

متى تجب الزكاة ؟

يجب على المسلم أن يخرج زكاة ماله، عند دخول وقت آدائها، وهو عندما يمر عام كامل
على امتلاكه للنصاب في زكاة المال، وعند الحصاد في زكاة الزروع والثمار
لقوله تعالى: {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} (الأنعام – 141).

وكثير من المسلمين يحدد وقت إخراج زكاته في شهر رمضان المبارك،
وذلك لما في هذا الشهر الكريم من خير وبركة، وزيادة للأجر والثواب،
وهذا أفضل وقت لإخراج الزكاة، ومنهم من يقدم زكاته فيخرجها في رمضان
وهذا جائز، ولكن يحرم تأخير الزكاة عن وقت وجوبها إلا للضرورة.

الزكاة وأنواعها

الزكاة لا توجب في جميع أموال المسلمين، ولكن الله سبحانه وتعالى خصص أنواعاً
من الأموال هي التي تجب فيها الزكاة، فالزكاة لاتجب في البيوت التي يسكنها الإنسان،
أو في الملابس أو الأثاث، أما الأموال التي تجب فيها الزكاة وأنواعها فهي كالتالي:

  • تجب الزكاة في الذهب والفضة، إذا بلغا النصاب وحال عليهما الحول،
    ويدخل معهم أيضاً زكاة المال أي الأوراق النقدية.
  • تجب الزكاة في الزروع والثمار، كالحنطة (القمح)، والتمر، والشعير، والزبيب،
    والذرة، والأرز، ووقت إخراجها يكون عند حصادها إذا بلغت النصاب،
    فلا يشترط فيها مرور الحول عليها.
  • تجب الزكاة في عروض التجارة، ويقصد بها ما يقوم به الإنسان من تجارة،
    كالملابس والأدوية وغير ذلك مما يتاجر فيه الإنسان بغرض الربح.
  • تجب الزكاة في الأنعام، ويقصد بها الإبل والبقر والغنم،
    ويدخل معهم أيضاً الجاموس والماعز.
  • تجب الزكاة في المعادن والركاز، ويقصد بالمعادن كل ما أوجده الله تعالى
    في باطن الأرض، كالذهب والنحاس وما إلى ذلك من كنوز الأرض،
    وأما الركاز فيقصد به ما يوجد في الأرض بفعل الإنسان، ككنز لشخص دفنه
    في الأرض قديماً، فالزكاة تخرج فيما خرج من تحت الأرض سواء كان من
    نعم الله تعالى أو من فعل الإنسان.

 الزكاة وأنواعها الشيخ ابن عثيمين

 

لمن تعطى الزكاة ؟

تعطى الزكاة لثمانية أصناف من الناس، حددهم الله تعالى في قوله تعالى:
{إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ
وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (التوبة – 60)،
وهم (الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين
وفي سبيل الله وابن السبيل)، وقد تحدثنا عنهم بالتفصيل عند الحديث عن زكاة الفطر،
ويمكنك أخذ فكرة بسيطة عنهم من خلال هذه الصورة.

مصارف الزكاة

الزكاة وأنواعها | مصارف الزكاة

فضل الزكاة

الزكاة لها فضل عظيم وثواب كبير:

  • أنها مقترنة بالصلاة، فعند ذكر الصلاة في القرآن نجد الزكاة أيضاً، وقد جاء ذكرها مقترنة بالصلاة في آيات كثيرة منها، قوله تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللهِ} (البقرة – 110)، قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} (المزمل – 20).
  • أهم أركان الإسلام بعد الشهادتين والصلاة، لما جاء في الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان] (رواه البخاري ومسلم).
  • من أهم الأسباب التي تدخل الجنة، وعلامة على صدق الإيمان، قال تعالى: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ * كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ * وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} (الذاريات – 15:19).
  • من حافظ عليها كان من الصديقين والشهداء، فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أرأيت إن شهدت أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله، وصليت الصلوات الخمس، وأديت الزكاة، وصمت رمضان وقمته، فممن أنا ؟ قال: [من الصديقين والشهداء] (رواه الإمام أحمد).
  • المزكي أجره على الله، ولا يخاف ولا يحزن، قال تعالى: {الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة – 274)، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} (البقرة – 277).

الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات، فقد تم موضوع اليوم عن الزكاة وأنواعها وشروطها وفضلها،
فأسأل الله العلي العظيم الإخلاص في القول والعمل،
وصلى الله وسلم علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر: كتاب الفقه الميسر للإمام محمد سيد طنطاوي.

شاهد أيضاً

ما هي أركان الصلاة وواجباتها

ما هي أركان الصلاة وواجباتها في الإسلام ؟

ما هي أركان الصلاة وواجباتها في الإسلام ؟ إن الصلاة في الإسلام هي أعظم شئ …

2 تعليقان

  1. جزاك الله خيرا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *