حديث عن الصبر الذي هو من صفات الأنبياء والصالحين وقد أوصانا نبينا محمد من خلال
الأحاديث النبوية الشريفة بالصبر على الشدائد والبلاء وأيضا ذكر الصبر
في القرآن الكريم حيث قال تعالى في سورة البقرة: “﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ
وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ*الَّذِينَ
إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ*أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ صدق الله العظيم
ومن خلال هذا المقال سوف نقدم لكم الأحاديث النبوية الشريفة
التي تتحدث عن الصبر بالتفسير فلنتابع
حديث عن الصبر
أمر الله الأنبياء والمسلمين بالصبر حيث جعل الله عز وجل في نهاية
الصبر في الدنيا محبة الله ورضاه على الإنسان الذي يصبر على
الإبتلاءات والشدائد في كل شؤون حياته كما ينال الثواب العظيم
ويثاب على قوة صبره في الآخرة.
يقول عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما عن الصبر: الصبر في القرآن ثلاثة:
- صبر على الطاعة أو على آداء الفرائض فله ثلاثمائة درجة.
- صبر عن محارم الله تعالى فله ستمائة درجة.
- صبر على المصيبة عند الصدمة الأولى فله تسعمائة درجة.
أحاديث نبوية عن الصبر
وقد أوصانا الرسول بالصبر في العديد من الأحاديث النبوية الصحيحة منها:
الحديث الأول: عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“إنَّ عِظمَ الجزاءِ معَ عظمِ البلاءِ وإنّ اللَّه إذا أحبَّ قومًا ابتلاهم فمن رضِيَ فله الرِّضا ومن سخِطَ فلَهُ السُّخطُ” (رواه الترمذي).
الحديث الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة” (رواه الترمذي).
وقال حديث حسن صحيح.
الحديث الثالث: قال صلى الله عليه وسلم: “إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة فلم يبلغها بعمل،
ابتلاه الله في جسده أو ماله أو في ولده ثم صبر على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت له من الله عز وجل”
رواه أحمد وأبو داود وأبو يعلى والطبراني.
الحديث الرابع: عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الرياح تفيئه ولا يزال المؤمن يصيبه بلاء، ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد” رواه ومسلم.
الحديث الخامس: عن عطاء بن أبي رباح قال: قال لي ابن عباس رضي الله عنهما:
” ألا أريك امرأة من أهل الجنة، فقلت بلى، قال هذه المرأة السوداء أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أصرع
وإني أتكشف فادع الله تعالى لي قال إن شئت صبرت ولك الجنة وإن شئت دعوت الله تعالى أن يعافيك فقالت أصبر فقالت إني
أتكشف فادع الله ألا أتكشف فدعا لها” رواه البخاري ومسلم.
الحديث السادس: عن صهيب بن سنان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
“عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له” رواه مسلم.
الحديث السابع: عن أبي سعيد وأبي هريرة رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
“ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه” رواه البخاري.
تابع أيضًا: حديث الرسول مع جبريل | شرح الحديث وأهم ما يُستفاد منه
حديث شريف عن الصبر بالتفسير
وفي حديث آخر من أحاديث الرسول قال -عليه الصلاة والسلام-: “إنَّما الصَّبرُ عندَ الصَّدمةِ الأُولَى أو عندَ أوَّلِ صدمةٍ” رواه البخاري.
مناسبة الحديث:
عندما أتت امرأة للنبي تعتذر له عما بدر منها عندما مر به رآها تبكي
على ابنها المتوفي وقال لها الرسول حينذاك اتَّقي اللَّهَ واصبِري فقالت:
وما تُبالي أنتَ بمصيبَتي، فقيلَ لَها: هذا النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ-“
تفسير الحديث:
أن المسلم عليه أن يصبر وقت تلقي المصيبة وأن يؤمن بقضاء الله سواء كان الخبر موت أو خسارة في الأموال أو مرض …إلخ.
ويصبر ويتحمل وعليه أن يقول إنا لله وإن إليه راجعون وعليه عدم
الاعتراض أو السخط أو التلفظ بكلام يغضب الله سبحانه وتعالى
ومن يصبر له الثواب في الدنيا والآخرة.
أما من يعترض ويسخط ثم بعد ذلك يصبر فهذا لا ينفع، فالصبر في هذه الحالة سيأتي مهما طال الإعتراض،
ولكن الصبر الذي ينال عليه المسلم الأجر والثواب يكون عند الصدمة الأولى.