طارق بن زياد بن عبد الله النفزي هو قائد مسلم فتح الأندلس، مولودًا في عام 50 من الهجرة في خنشلة بالجزائر،
وهو أمازيغي تربى وترعرع في بيئة إسلامية وعربية تعلم بن زياد القرآن الكريم وحفظ بعض السور منه
وتعلم الحديث النبوي ورغم ذلك كان يحفظ لهجة أمه (اللهجة الأمازيغية).
ويعتبر من أهم القادة العسكريين الأمويين في التاريخ، وقد سمي جبل طارق الذي يقع جنوب إسبانيا باسمه تقديراً له.
طارق بن زياد
يعتبر طارق بن زياد النفزي من أعظم قادة المسلمين عبر التاريخ، وهو مولى موسى بن نصير أمير إفريقيا في عهد الوليد بن عبد الملك.
اختلف المؤرخون في أصله، وقال البعض أنه البربر وقال آخرون أنه من بلاد فارس، وعلى الأرجح من العرب
شاعت شهرة القائد طارق بعد فتح الأندلس حيث تمكن من إدخال جيش المسلمين إلى شبة الجزيرة الأيبيرية
حيث وضع قواعد الدولة الإسلامية في الأندلس التي استمرت حوالي ثمانية قرون.
واستمرت فتوحاته في شبه الجزيرة الأيبيرية من عام 711م وحتى 718م، حتى استطاع القضاء كلياً على حكم القوط الإسبان.
وفيما يتعلق بشكل طارق بن زياد وصفاته قال عنه المؤرخون أنه ذا بنية جسدية ضخمة وطويل القامة وشعره أشقر اللون
مسيرته الجهادية
تم تعيينه أمير برقة بعد اغتيال زهير بن طبرق عام 76 هـ ،
ثم تم اختيار طارق كقائد لجيش موسى بن نصير، وقد أثبت طارق قدرته في السيطرة على المغرب العربي
ومواصلة الجيش إلى المحيط الأطلسي، وتمكن من فتح بلدة الحسيمة.
وبالتالي خضع المغرب العربي بأكمله تحت حكم موسى بن نصير ما عدا مدينة سبتة نظراً للحصون المنيعة التي كانت تتميز بها،
بالإضافة إلى أنها كانت تحت حكم جوليان البيزنطي الذي كان يتلقى الدعم والمساعدة من القوط في إسبانيا ،
وهذا منع طارق وموسى بن نصير من السيطرة على سبتة.
بعد أن عجز طارق عن فتح سبتة، أراد كسب صداقة جوليان، لذلك ظل على اتصال معه
ووصل إلى هدنة وصداقة تزامنت مع القضاء على السلطة القوطية في إسبانيا
وتولى الحكم القوطى في إسبانيا رجل اسمه “لذريق” الذي قام بالإعتداء على إبنة جوليان بعد توليه الحكم
مما أغضب جوليان غضباً شديداً ودفعه ذلك بعرض فتح الأندلس على طارق بن زياد ووعده بتقديم الدعم الكامل،
فقام طارق بإخبار موسى بن نصير الذي أخبر الوليد بن عبد الملك وبالفعل أمر بفتح الأندلس ولكنه نصحه بعدم الاعتماد على جوليان وشدد على
استكشاف الأندلس قبل فتحها لتجنب أي أخطاء.
وكان بالفعل فتح الأندلس سهلاً وعبر القائد طارق بن زياد بجيشة حتى أتم فتح الأندلس
وفاة طارق بن زياد
يقول المؤرخين أن موسى بن نصير كان ينظر إلى طارق بن زياد بعين الحسد لما فعله طارق من إنجازات عظيمة،
بالإضافة إلى أن موسى بن نصير كان يطمع في الغنائم التي فاز بها جيش طارق في الحروب الأندلسية،
لكن طارق كان على استعداد لتوزيع الغنائم على الجنود وإعطاء بيت المال خمس الغنائم كما أمر الله ونُص عليه في القرآن الكريم،
وعندما علم الوليد بن عبد الملك بخبر الخلاف بين موسى وطارق، استدعاهم إلى دمشق مركز الخلافة الأموية لحل النزاع.
و قبل أن يصل طارق وموسى إلى دمشق، فارق الخليفة الوليد بن عبد الملك الحياة واستلم من بعد سليمان بن عبد الملك
الذي بدأ في تشديد الخناق على موسى بن نصير، ثم عاد عن أفعاله ضد موسى وأصبح يعامله بالحسنى حتى قام بالحج معه إلى بيت الله الحرام.
وبالنسبة لطارق بن زياد فقد فضل أن يعيش بمفرده بعيداً عن الأضواء ويترك ساحات المعارك وعقبات الحروب والسياسة حتى وفاته في دمشق عام 720 م.