فضائل ليلة القدر pdf كما جاءت في كتاب 15 فضيلة من فضائل ليلة القدر للدكتور احمد مصطفى متولي، وقد تحدثنا قبل ذلك عن تفسير سورة القدر، فأرجو من الله تعالى التوفيق والسداد إنه ولي ذلك والقادر عليه.
فضائل ليلة القدر pdf
قد نكون مقصرين في الأيام السابقة من رمضان، لكن الله سبحانه وتعالى من فضله وكرمه أعطانا ليلة تعوض ما فات من تقصير، هي ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر،
أعمالنا في هذه الليلة كأعمال أكثر من ثمانين عام، ثوابنا فيها يرفعنا إلى أعلى الدرجات،
ذنوبنا فيها تهوي بنا إلى أسفل الدركات، فلنجتهد لننال الثواب ولنحرص على ترك الذنوب والذلات،
أما عن فضائل ليلة القدر فهي كالتالي:
الفضيلة الأولى : ليلة مصطفاة من رب العالمين
اصطفى الله سبحانه وتعالى بعض الليالي والأيام والشهور وبعض المخلوقات، وهذا يدل على وحدانية الله وقدرته،
فاصطفى من السموات السماء السابعة لتكون قريبة لعرشه سبحانه، ومكانا لملائكته المقربين، واصطفى من الجنان جنة الفردوس،
فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[إن في الجَنَّة مائة درجة، أعدَّها الله للمجاهدين في سبيله، كلُّ درجتين ما بينهما كما بين السماء والأرض، فإذا سألتم الله فاسئلوه الفردوس، فإنه أوسط الجَنَّة وأعلى الجَنَّة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجَّر أنهار الجَنَّة](رواه البخاري).
واصطفى الله سبحانه من الملائكة جبريل وإسرافيل وميكائيل، فهم المقربون من الله تعالى،
واصطفى سبحانه من خلقه الأنبياء، واصطفى من الأنبياء الرسل، ومن الرسل أولو العزم،
ثم اختار منهم سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، واختار الله تعالى من الأمم أمة سيدنا محمد، ثم اختار بلده الحرام مكة المكرمة من بين البلدان.
وأيضاً فقد اصطفى الله تعالى من بين الشهور شهر رمضان، واختار من الأيام يوم الجمعة، والعشر الأول من ذي الحجة، واختار من الليالي ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر.
الفضيلة الثانية : تسمية سورة من سور القرآن بهذه الليلة العظيمة
وهذه السورة هي سورة القدر، وقد سبق الحديث عن تفسير سورة القدر لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي ، وأيضا تفسير ابن كثير والسعدي وغيرهم.
الفضيلة الثالثة : عظم الله تعالى شأنها وقدرها
فقال عنها سبحانه :{وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ}،
تفخيماً لشأنها وتعظيماً لقدرها، فلا يحيط أحداً بفضلها وعظمتها،
إلا ما قاله عنها رب العزة سبحانه :{لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}، فهي الليلة التي نزل فيها القرآن إلى السماء الدنيا.
الفضيلة الرابعة : ليلة مباركة
قال تعالى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ}،
هي ليلة كثيرة الخير والبركة، فأنزل فيها خير الكلام على خير الأنام، بلغة العرب الكرام، ليكون نوراً يضيء به الظلام، ويهتدى به إلى أعلى الجنان.
الفضيلة الخامسة من فضائل ليلة القدر pdf : نزول القرآن فيها
قال تعالى : {إِنَّا أَنزلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ}،
وقال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزلَ فِيهِ الْقُرْآنُ}، فهي الليلة التي بدأ نزول القرآن فيها،
فقد نزل القرآن جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى بيت العزة في السماء الدنيا، ثم نزل مفصلاً في ثلاث وعشرين سنة، على النبي صلى الله عليه وسلم حسب الأحداث.
الفضيلة السادسة : عملٌ صالحٌ فيها خير من عمل ألف شهر
قال تعالى : {لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ}،
فهي ليلة يتضاعف العمل فيها، فيحسب لصاحب العمل أجر ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر، فما أعظمها من ليلة وما أشرفها.
الفضيلة السابعة : المفلح من نال خيرها والمحروم من حرم خيرها
عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
[أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ ، وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ ، لِلَّهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ] (رواه النسائي)،
وعن المعصوم صلوات الله وسلامه عليه قال:
[إِنَّ هَذَا الشَّهْرَ قَدْ حَضَرَكُمْ ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، مَنْ حُرِمَهَا فَقَدْ حُرِمَ الْخَيْرَ كُلَّهُ ، وَلَا يُحْرَمُ خَيْرَهَا إِلَّا مَحْرُومٌ] (رواه ابن ماجة).
الفضيلة الثامنة : من أقامها إيماناً واحتساباً غفرت له ذنوبه
قال الحبيب صلى الله عليه وسلم:
[مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ] (رواه البخاري ومسلم)،
والمقصود بإيماناً أي تصديقاً بما أعده الله من ثواب في هذه الليلة المباركة،
واحتساباً أي محتسباً أجرها عند الله تعالى، بنية خالصة بدون رياء ولا سمعة، وغفر له ماتقدم من ذنبه أي صغائر الذنوب.
الفضيلة التاسعة : إحياء ليلة القدر من سنن النبي صلى الله عليه وسلم
عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: [كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ] (متفق عليه)،
فكان النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم، يجد ويجتهد في العشر الأواخر من رمضان، لأن فيهم ليلة القدر، وكان يوقظ أهله لقيام الليل.
الفضيلة العاشرة : الدعاء اتباعاً لهدي حبيبنا عليه الصلاة والسلام
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت :
[قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ عَلِمْتُ أَيُّ لَيْلَةٍ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا ؟ قَالَ : قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعَفُ عَنِّي] (رواه الترمذي)،
والمقصود باللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني، أي يارب أنت كثير العفو تحب هذه الصفة فاعف عني فإني كثير الذنوب وأنت بالعفو موضوف،
ويستحب كثرة الدعاء والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى في ليلة القدر.
الفضيلة الحادية عشر من فضائل ليلة القدر pdf : نزول الملائكة والروح فيها
قال سبحانه : {تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ}،
المقصود بالروح جبريل عليه السلام المكلف بالوحي، ومعه الملائكة يتنزلون بأمر ربهم،
ينزلون بكل أمر وحكم وقضاء من الله تعالى في تلك السنة، من الأرزاق والآجال والخير والشر.
الفضيلة الثانية عشر : سلام هي حتى مطلع الفجر
قال تعالى : {سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ}،
ففي هذه الآية دليل على خيرها وبركتها وفضلها، فهي سلام وخير كلها ليس فيها شر، وتسلم الملائكة فيها على المؤمنين والمؤمنات.
الفضيلة الثالثة عشر : يكتب الله فيها الرزق والأجل خلال العام
قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}،
أي يميز ويكتب كل أمر قدره الله تعالى وشرعه وحكم به، وهذه الكتابة مطابقة لما كتب الله تعالى على العبد وهو في بطن أمه،
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال : إن الرجل ليمشي في الناس وقد رُفع في الأموات، ثم قرأ {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}،
وقال : يفرق فيها أمر الدنيا من السنة إلى السنة.
الفضيلة الرابعة عشر : لا يخرج الشيطان في ليلة القدر
فعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ولا يحل للشيطان أن يخرج معها يومئذ] (رواه الإمام أحمد)،
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
في تلك الليلة تصفد مردة الجن، وتُغل عفاريت الجن، وتفتح فيها أبواب السماء كلها، ويقبل الله فيها التوبة لكل تائب (فتح القدير للشوكاني).
الفضيلة الخامسة عشر : تحري ليلة القدر من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: [تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان] (رواه البخاري)،
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر؟ فقال: [تحروها في السبع الأواخر من رمضان] (رواه أبوداود)،
فهي ليلة تأتي في الوتر من العشر الأواخر، فلا يُعرف لها يوماً محدداً فهي ليلة متنقلة، أخفى الله علمها حتى يجتهد الناس في العشر لينالوا فضلها،
فيجب على المسلم أن يُكثر من الصلاة والدعاء في العشر ليدرك أجر هذه الليلة المباركة.
مقال ذات صلة: أفضل أدعية رمضان مكتوبة و مستجابة
ليلة القدر الشيخ عمر عبدالكافي
كتاب 15 فضيلة من فضائل ليلة القدر pdf
الخاتمة
أختم حديثي بما ختم به صاحب هذا الكتاب الدكتور أحمد مصطفى حديثه قائلاً:
إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَحْظَى بِمُضَاعَفَةِ هَذِهِ الأُجُورِ وَالحَسَنَاتِ فَتَذَكَّرْ قَوْلَ سَيِّدِ البَرِّيَّاتِ: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ» (رواه مسلم)،
فَطُوبَي لِكُلِّ مَنْ دَلَّ عَلَى هَذَا الخَيْرِ واتَّقَى مَوْلَاهُ، سَوَاءً بِكَلِمَةٍ أَوْ مَوْعِظَةٍ اِبْتَغَى بِهَا وَجْه اللهِ، كَذَا مِنْ طَبْعَهَا،
رَجَاءَ ثوابها وَوَزَّعَهَا عَلَى عِبَادِ اللهِ، وَمَنْ بَثَّهَا عَبْرَ القَنَوَاتِ الفَضَائِيَّةِ، أَوْ شَبَكَةِ الإِنْتِرْنِت العَالَمِيَّةِ، وَمِنْ تَرْجَمَهَا إِلَى اللُّغَاتِ الأَجْنَبِيَّةِ، لِتَنْتَفِعَ بِهَا الأُمَّةُ الإِسْلَامِيَّةُ،
وَيَكْفِيهُ وَعْدُ سَيِّدِ البَرِّيَّةِ: «نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مِنَّا حَدِيثًا، فَحَفِظَهُ حَتَّى يُبَلِّغَهُ، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ لَيْسَ بِفَقِيهٍ»
أَمُوتُ وَيَبْقَى كُلُّ مَا كَتَبْتُه فيَالَيْتَ مَنْ قَرَأَ دَعَا لَيَا
عَسَى الإِلَـــــــهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنَى وَيَغْفِرَ ليِ سُوءَ فَعَالِيا
هذه كانت فضائل ليلة القدر pdf ، أرجو الله أن ينتفع بها المسلمون، فسبحانك الله وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك، ونصلي ونسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.