بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، المال مال الله تعالى، أنعم علينا به وأمرنا بآداء شكره، كيف إذاً نشكر الله تعالى على نعمة المال؟ نشكره بإعطاء الفقراء والمحتاجين حقهم في هذا المال، وهذا ما يعرف في الشرع بزكاة المال، في هذا الموضوع نتحدث عن نصاب زكاة المال الذي حددته الشريعة الإسلامية لإخراج الزكاة فيه.
نصاب زكاة المال
لنتعرف أولاً على المقصود من النصاب والمال، وقد تحدثنا سابقاً عن ما هي الزكاة وأنواعها ؟.
مفهوم المال
المال هو كل ما يملكه الإنسان وينتفع به،
(كالذهب والفضة والأوراق النقدية والزروع والثمار والأنعام من الإبل والبقر والغنم ……)،
ونحن في هذا المقال سنتحدث عن المال المقصود به الذهب والفضة والأوراق النقدية فقط.
معنى النصاب في الزكاة
النصاب هو مقدار من المال حددته الشريعة الإسلامية لإخراج الزكاة منه،
سواء أكان هذا المال ذهب أو فضه، أو زروع وثمار أو عروض تجارة أو من الأنعام،
وسوف نتعرف على نصاب الذهب والفضة والأوراق النقدية.
الدليل على وجوب الزكاة في الذهب والفضة
الدليل على ذلك من القرآن، قوله تعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ كَثِيرًا مِّنَ الْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ لَيَأْكُلُونَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ ۗ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَىٰ عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَىٰ بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ ۖ هَٰذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} (التوبة – 34:35)،
وقد ذكر ابن كثير في تفسير (الذين يكنزون الذهب والفضة) أي الذين لا يؤدون زكاة الذهب والفضة.
والدليل من السنة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
[ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي منها حقها، إلا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار، فأُحمي عليها في نار جهنم، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره] (متفق عليه).
مقدار نصاب زكاة المال (الذهب والفضة والأوراق النقدية)
اتفق العلماء على أن نصاب الذهب عشرون مثقالاً، والمثقال يساوي (4.25) جراماً، إذاً (20 × 4.25) = 85 جرام.
فيكون نصاب زكاة الذهب بالجرامات 85 جرام.
ونصاب الفضة خمس أواق، والأوقية تساوي 40 درهماً، إذا (40 × 5) = 200 درهم = 595 جراما.
فيكون نصاب زكاة الفضة بالجرامات 595 جرام.
أما الأوراق النقدية فنصابها هو مايساوي سعر 85 جرام من الذهب، فلو فرضنا أن سعر جرام الذهب في وقت إخراجه للزكاة يساوي 60 دولار (بعملة البلد الموجود فيها)، 85 × 60 = 5100 دولار.
فيكون نصاب زكاة الأوراق النقدية مايعادل 85 جرام من الذهب على حسب عملة البلد وسعر الجرام في ذلك الوقت.
مقدار زكاة المال
نسبة زكاة المال الذي بلغ النصاب ومر عليه عام كامل، هي ربع العشر،
وهو يساوي 2.5 %، مثال: مبلغ 1000 دولار، ربع العشر فيه هو 25 دولار.
كيفية حساب زكاة المال
هناك طريقتين لحساب زكاة المال:
الأولى: المبلغ الذي بلغ النصاب يقسم على 40 والناتج هو مقدار الزكاة الواجب إخراجها،
مثال: (مبلغ 3000 دولار)، 3000 ÷ 40 = 75 دولاراً.
الثانية: المبلغ البالغ للنصاب يضرب في 2.5 ثم يقسم على 100، والناتج هو نسبة الزكاة،
مثال: (مبلغ 3000 دولار)، 3000× 2.5 ÷ 100 = 75 دولاراً.
ولحساب زكاة المال مباشرة بالمبلغ الذي تريده اضغط هنا .
طريقة احتساب زكاة المال الشيخ عمر عبدالكافي
حكم زكاة الحلي من الذهب والفضة الذي تستخدمه المرأة للزينة
إذا كان عند المرأة ذهب أو فضة تستعمله لزينتها فقط، فلا زكاة فيه،
وهذا رأي المالكية والحنابلة والشافعية، واستدلوا بأن السيدة
أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، كانت لها بنات
يملكن ذهباً للزينة ويزيد عن النصاب، ولم تكن تخرج عنه زكاة،
وقالوا أن ماتستعمله المرأة من حُلي هو من ضرورات الحياة فليس عليه زكاة.
أما الأحناف فقالوا أنه يجب إخراج الزكاة في حلي المرأة
سواء كانت تستعمله للزينة أو غير ذلك، إذا بلغ النصاب.
أما إذا كان حلي المرأة تستعمله في أمور أخرى غير الزينة (كالتجارة أو الإدخار)،
فيجب فيه الزكاة عند بلوغه النصاب،
وأما ماتستعمله المرأة للزينة غير الذهب والفضة (كالماس والياقوت)،
فلا تجب فيه الزكاة إلا إذا اتخذته للتجارة، فتجب فيه زكاة عروض التجارة.
الخاتمة
انتهى موضوع اليوم عن نصاب زكاة المال ، فسبحان ربك رب العزة عما يصفون،
وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين،
وصلى الله وسلم على المبعوث رحمة للعالمين.