حديث الأعمال بالنيات
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
“إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى،
فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله،
ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه” متفق عليه.
إنما الأعمال بالنيات
أن جميع الأعمال مقترنة بالنية، فلا يقبل عمل إلا بالنية الخالصة لله تعالى وحده.
كالصلاة والصوم والزكاة والحج والوضوء والغسل،
فهذه الأعمال لا تصح إلا بالنية.
كأن يسرق ويقول سرقت لأتصدق، ونيتي خالصة لله تعالى.
معنى النية
والنية تعني في اللغة القصد والعزيمة، وعرفها الفقهاء بأنها: قصد العمل مقترنا بفعله،
ويكون هدفه من العمل هو التقرب إلى الله تعالى، طالبا الثواب منه سبحانه .
وإنما لكل امرئ ما نوى
كأن ينوي إنسان أن يصلي ولا ينوي أي صلاة،
أهي الظهر أم العصر، فهذا ليس فيه تعيين العمل.
كأن ينوي في قلبه أن يصلى الظهر مثلا،
فلو ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم، إنما الأعمال بالنيات فقط،
دون ذكر وإنما لكل امرئ مانوى، لصحة النية بلا تعيين العمل.
آيات قرآنية عن النية
تابع كذلك: حديث الرسول مع جبريل | شرح الحديث وأهم ما يُستفاد منه
المقصود بالهجرة في الحديث
الهجرة هي الانتقال إلى بلد الإسلام والبعد عن بلد الكفر،
والهجرة مثال ذكره الرسول صلى الله عليه وسلم،
على الأعمال التي تختلف باختلاف نية الإنسان،
ويقاس هذا على جميع الأعمال.
فمن هاجر قاصدا بهجرته هذه ابتغاء مرضات الله،
و حبًا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قُبل عمله.
الهجرة لغرض من أغراض الدنيا
أما من كان مهاجرًا، بقصد أمر من أمور الدنيا أو الزواج بامرأة،
فهجرته هنا حبًا في الدنيا،
وليست حبًا لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم،
فلا ينال أجرًا على ذلك، والله ورسوله أعلم .
ما يستفاد من الحديث
- لا يقبل العمل بدون نية خالصة لله تعالى وحده،
فالله تعالى يترك عمل العبد إن أشرك معه غيره. - النية ركن من أركان جميع الأعمال،
(كالصلاة والزكاة والصوم والحج، والبيع والشراء والزواج وغيرهم)،
فهي شرط لقبول جميع الأعمال. - النية محلها القلب ، فالله تعالى هو الذي يحاسب الناس على نياتهم،
وليس لأحد أن يحكم على أحد بسوء نيته. - يحسب أجر العمل للعبد على مانوى منه.
- يجب على كل المسلمين إخلاص النية لله وحده.
- يكون العبد مشركًا بالله تعالى، إذا نوى بعمله غير الله تعالى .
- الهجرة تكون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته،
وتكون إلى دينه وسنته بعد وفاته . - النية نوعان: نية العمل نفسه، ونية من لأجله العمل،
فهذه هي التي تُفرِّق بين الإخلاص والرياء.
دعاء الإخلاص في النية
بجوار خير عبادك نبينا وحبيبنا وشيفعنا يوم لقائك
سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
الخاتمة
فالله تعالى لايقبل العمل إلا إذا كان خالصًا له وحده،
ونحن في أشد الحاجة إلى أن يُقبل عمل من الأعمال القليلة التي نقوم بها،
أرجو من الله تعالى أن أكون قد وفقت في شرح حديث إنما الأعمال بالنيات.