لنفوز بمقام كريم في الجنة، بجوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
الذي بعثه الله للعالمين يتيما،
فاللهم صلى وسلم وبارك على خير الأيتام وخير إنسان
سيدنا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم .
كفالة اليتيم
قال تعالى: { لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ
وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَىٰ حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ
وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا ۖ
وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ ۗ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ}
(البقرة -177).
لقد حث الإسلام المؤمنين على كفالة اليتيم، فجعل الإحسان إلى اليتيم من صفات البر،
والبر هو كل خير وطاعة يتقرب بها العبد إلى ربه عزوجل،
ثم وصف الله تعالى من أحسن إلى اليتيم، بأنه من الصادقين المتقين .
المقصود بكفالة اليتيم
وكذلك الطعام والشراب والملابس وغيرهما، مع الإهتمام به ورعايته رعاية تامة،
فليس المقصود بكفالة اليتيم القيام بأموره المادية فقط بل لابد من القيام بالأمور المعنوية كذلك،
ومن الممكن أن يقوم كافل اليتيم بكفالتة في بيته أو في مكان آخر.
تعريف الكفالة
أو بمعنى الإلتزام أي ألزمت نفسي بهذا الأمر.
تعريف اليتيم
شروط كفالة يتيم
- أن يتكفل به من ماله الخاص بقدر مايستطيع.
- البعد عن الظلم وأكل مال اليتيم،
قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا} (النساء – 10). - تربية اليتيم تربية حسنه، وتعليمه كتاب الله تعالى، وأخلاق الإسلام الحسنة.
حكم كفالة اليتيم
الكفالة بالمال، (الإنفاق على الطعام والشراب والملبس والمسكن)،
ومنها الكفالة بالحضانة، (وهو أن يأخذ اليتيم معه إلى بيته ويتكفل بأموره كلها)،
ومنها الكفالة بالإهتمام، (وهي الإهتمام بتربيته وتعليمه، وهو في حضانة أمه)،
فكل هذه الأمور تعتبر كفالة يتيم بإذن الله تعالى.
ومن الممكن أيضا أن يشترك جماعة في جانب واحد، فيكون كل واحد منهم قد كفل يتيمًا،
ونال أجرًا على حسب إنفاقه وتعبه.
والتي تقوم بالعناية باليتامي ورعايتهم، فمن يفعل ذلك يكون كافلًا لليتيم والله أعلم.
أو تضيع غيره من اليتامى، أو تعويد اليتيم على عدم تحمل المسؤولية.
حقوق اليتيم
- عدم الاقتراب من مال اليتيم، إلا إذا كان الكافل فقيرًا فيأخذ على قدر احتياجه،
قال تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ} (الإسراء – 34). - التعامل مع اليتيم بإحسان وعدم قهره أو إهانته، قال تعالى: { فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ} (الضحى – 9).
- عدم خلط مال اليتيم بمال الكفيل، بهدف الأخذ منها أو تبديلها،
قال تعالى: {وَآتُوا الْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ} (النساء – 2). - أن يربى اليتيم على الإيمان بالله تعالى، والالتزام بالعقيدة الصحيحة السليمة .
- السعي إلى إدخال السعادة والسرور والطمأنينة إلى قلبه، وإعطائه الثقة بمشاورته في المشكلات .
أهمية وفضل كفالة اليتيم
- قرب منزلة الكافل، من منزلة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة،
فعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
[أَنَا وَكَافِلُ الْيَتِيمِ كَهَاتَيْنِ فِى الْجَنَّةِ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى، وَفَرَّقَ بَيْنَهُمَا قَلِيلاً] (رواه البخاري)،
وعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
[كَافِلُ الْيَتِيمِ لَهُ، أَوْ لِغَيْرِهِ، أَنَا وَهُوَ كَهَاتَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، إِذَا اتَّقَى اللهَ، وَأَشَارَ مَالِكٌ بِالسَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى] (رواه مسلم). - ينال الكافل أجر الصدقة، وإذا كان اليتيم قريبًا له ينال أجر الصلة أيضًا .
- نشر الحب والود بين الناس، وبناء مجتمع سالم من الحقد والكراهية والحسد.
- نيل محبة الله تعالى، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم.
- البركة في النفس والمال والأولاد.
- رفع الدرجات وزيادة الحسنات ومحو السيئات،
لأن برعايتك لليتيم تبعده عن الإنحراف وسوء الأخلاق، فتأخذ أجرًا على ذلك . - رقة القلب والبعد عن القسوة، فمن يمسح على رأس اليتيم يكون رقيق القلب،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَجُلاً شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَسْوَةَ قَلْبِهِ،
فَقَالَ لَهُ: [إِنْ أَرَدْتَ أَنْ يَلِينَ قَلْبُكَ فَأَطْعِمِ الْمِسْكِينَ، وَامْسَحْ رَأْسَ الْيَتِيمِ] (رواه أحمد). - البيت الذي فيه يتيم يكرم من خير البيوت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[خير بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُحسن إليه،
وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يُساء إليه،
ثم قال:أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا، وهو يشير بإصبعيه] (رواه البخاري).
الخاتمة
نحن جميعاً نتمنى أن نكون بجاور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في الجنة،
وقد علمنا رسولنا عملاً نصل به إلى مانتمنى ألا وهو كفالة اليتيم،
فلنحرص على اتباع هدي النبي صلى الله عليه وسلم لنفوز بجاوره في الجنة،
فاللهم صلي وسلم وبارك على خير يتيم، صلاة ننال بها شرف جواره في الجنة.