حلاوة الإيمان في محبة الله تعالى

محبة الله تعالى | ثلاثة أسباب تُوجبُ على العبد محبة الله

إن الذي يبحث عن حلاوة الإيمان يجدها في محبة الله تعالى وطاعته والإقتراب منه،
فكيف نفوز بمحبة الخالق سبحانه؟ وماهي الأسباب التي أوجبتها على العبد ؟
الحمد لله الذي وفق من أحبهم لطاعته وقربه، وصلاة وسلاما على الحبيب المحبوب
حبيبنا محمد صلوا عليه، صلي عليه يارب بقدر حبه الخير لكافة البشرية،
وبقدر حرصه على إسعاد أمته، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

محبة الله تعالى 

قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة – 24).

فلقد خلقنا الله لعبادته، ولن تكتمل العبادة إلا بمحبة الرازق عز وجل المحبة الصادقة، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم،
فقد حذرنا الله تعالى في هذه الآية من ترك محبته، ومحبة رسوله، إلى محبة الدنيا ومحبة مافيها.

فما حقيقة المحبة الصادقة لله تعالى؟ وما الأسباب المؤدية إليها؟ وما الجزاء العظيم المترتب على هذه المحبة؟ 
إن السعادة الحقيقية ليست في مال ولا جاه، ولكنها في الوصول إلى طريق الفوز والنجاة في الدنيا والآخرة،
وحتى نصل إلى هذا الطريق يجب أن نصل إلى محبة الله تعالى ورضوانه،
ولكي نتذوق حلاوة الإيمان يجب أن نستغرق استغراقا تاما في محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم

تعريف المحبة : 

الحب لغة : الوداد والمحبة وهو نقيض البغض، ( كتاب لسان العرب ) .
والحب هو :  سر الوصول إلى الله تعالى لأن من عرف الله أحبه .

مراتب المحبة : 

أول مراتب الحب هو الهوى، ثم العلاقة وهي الحب اللازم للقلب، ثم شدة الحب،
ثم العشق وهو أقوى من الحب، ثم الشغف وهو اللذة التي يجدها في القلب،
ثـم الجوى وهو الهوى الباطن، ثم التيم وهو أن يستعبده الحب،
ثم التبل وهو أن يسقمه الهوى، ثم التدليه وهو ذهاب العقل مع الهوى،
ثـم الهيوم وهو أن يذهب على وجهه لغلبة الهوى عليه . ( فقه اللغة وسر العربية صـ 171) .

فبمراتب هذا الحب الصادق يعبد المؤمن ربه، ويقوم بآداء فرائضه، ويهيم بذكر الله تعالى ويسعد بقربه.

حكم المحبة : 

أجمع علماء الأمة على أن محبة الله سبحانه وتعالى، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم، فرض عين على كل أحد.

آيات المحبة : 

  •  قال تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } (آل عمران -31 ) . 
  •  قال تعالى :{يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة -54 ) . 
قول أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن المحبة :
[ من ذاق من خالص محبة الله تعالى، شغله ذلك عن طلب الدنيا، وأوحشه عن جميع البشر ]. 
قول الحسن البصري عن المحبة :
[ من عرف ربه أحبه، ومن عرف الدنيا زهد فيها ].

نعيم محبة الله تعالى : 

الجنة دار أعدها الله للمؤمنين، وجعل فيها درجاتٍ لهم كلٌ على حسب أعماله،
وقد أنعم الله تعالى على أهل المحبة بأعلى درجات الجنة، لأن المحبين هم خلاصة الناس،
قال تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} (البقرة -165).

أسباب محبة الله تعالى : 

ثلاثة أسباب أوجبت على العباد محبة الله عز وجل وهي:

1 – الإبداع : 

فعندما يبدع شخص في شيء فأنت تحبه لإبداعه، إذاً أَحِبَّ الله تعالى الذي أبدع هذا الكون،
ووضع فيه من الحكم والأسرار ما أدهش كل أصحاب العقل والفكر،
قال تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ( البقرة – 117) .

2 – الفضل والعلم والتدبير: 

عندما يتفضل عليك أحد، أو يعلمك شيئا ، فأنت تحبه لذلك،
إذاً أَحِبَّ الله تعالى الذي أكرمك من فضله، وأعطاك من علمه، ودبر لك أمورك كلها،
فأمرك عند الله تعالى بين الكاف والنون،
قال تعالى:{وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ( البقرة – 117) .

3 – الإحسان والإنعام والكرم :

 فعندما يكرمك أحد أو يحسن إليك فأنت تحبه لذلك،
إذاً أَحِبَّ الله تعالى الذي أحسن إليك وأنعم عليك وأكرمك،
فلا نستطيع أن نعدد نعمه، أو نسرد آثار كرمه،
قال تعالى:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ( فاطر – 2 ) .

كيف نفوز بمحبته سبحانه ؟ 

من كرم الله علينا أنه عندما نصل في محبة الله للمحبة الشديدة الصادقة، فإنه سبحانه يحبنا، قال عز وجل:{يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة – 54 )، فكيف نفوز بهذه المحبة؟

 أسباب الفوز بمحبة الله تعالى : 

  •  الصدق في محبة الخالق سبحانه وتعالى .
  •  الصدق في محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
  •  الالتزام بأوامر الله تعالى .
  •  الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
  •  الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، واستحضار أنك تسمعه من الله تعالى .
  •  التقرب إلى الله تعالى بالإكثار من النوافل بعد الفرائض .
  •  المداومة على الذكر في كل حالٍ باللسان والقلب .
  •  الدعاء والإقبال على الله تعالى، ومناجاته بأسمائه وصفاته والتضرع دائما بين يديه.

لمن تكون محبة الله تعالى ؟ 

جاء في القرآن الكريم صفات إذا اتصف بها الإنسان فإنه ينال محبة الله سبحانه وهي :
(الصبر- الإحسان – التوبة والتطهر- الجهاد في سبيل الله – التوكل على الله – التقوى – العدل).
قال تعالى:{وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} (آل عمران – 146)،
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة – 195)،
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة – 222)،
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (التوبة – 108)،
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف – 4)،
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران – 159)،
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (التوبة – 4).

كيف تكون محبة الله لعباده ؟ 

محبة الله تعالى لعباده تكون بتقريبهم وإكرامهم وتوليهم في جميع أحوالهم، فالله تعالى إذا أحب عبداً عامله بلطفه وجاد عليه بإحسانه، فيأمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن يحبه، ثم يحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض، وهكذا مع كل عباده فتجلب محبة الناس إليهم .
سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

دعاء المحبة:

محبة الله تعالى

شاهد أيضاً

ما هي أركان الصلاة وواجباتها

ما هي أركان الصلاة وواجباتها في الإسلام ؟

ما هي أركان الصلاة وواجباتها في الإسلام ؟ إن الصلاة في الإسلام هي أعظم شئ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *