فكيف نفوز بمحبة الخالق سبحانه؟ وماهي الأسباب التي أوجبتها على العبد ؟
حبيبنا محمد صلوا عليه، صلي عليه يارب بقدر حبه الخير لكافة البشرية،
وبقدر حرصه على إسعاد أمته، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
محبة الله تعالى
قال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّىٰ يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ۗ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} (التوبة – 24).
فلقد خلقنا الله لعبادته، ولن تكتمل العبادة إلا بمحبة الرازق عز وجل المحبة الصادقة، ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم،
فقد حذرنا الله تعالى في هذه الآية من ترك محبته، ومحبة رسوله، إلى محبة الدنيا ومحبة مافيها.
وحتى نصل إلى هذا الطريق يجب أن نصل إلى محبة الله تعالى ورضوانه،
ولكي نتذوق حلاوة الإيمان يجب أن نستغرق استغراقا تاما في محبة الله ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم .
تعريف المحبة :
مراتب المحبة :
أول مراتب الحب هو الهوى، ثم العلاقة وهي الحب اللازم للقلب، ثم شدة الحب،
ثم العشق وهو أقوى من الحب، ثم الشغف وهو اللذة التي يجدها في القلب،
ثـم الجوى وهو الهوى الباطن، ثم التيم وهو أن يستعبده الحب،
ثم التبل وهو أن يسقمه الهوى، ثم التدليه وهو ذهاب العقل مع الهوى،
ثـم الهيوم وهو أن يذهب على وجهه لغلبة الهوى عليه . ( فقه اللغة وسر العربية صـ 171) .
حكم المحبة :
آيات المحبة :
- قال تعالى : { قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ } (آل عمران -31 ) .
- قال تعالى :{يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة -54 ) .
قول أبو بكر الصديق رضي الله عنه عن المحبة :
قول الحسن البصري عن المحبة :
نعيم محبة الله تعالى :
وقد أنعم الله تعالى على أهل المحبة بأعلى درجات الجنة، لأن المحبين هم خلاصة الناس،
قال تعالى:{وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} (البقرة -165).
أسباب محبة الله تعالى :
ثلاثة أسباب أوجبت على العباد محبة الله عز وجل وهي:
1 – الإبداع :
ووضع فيه من الحكم والأسرار ما أدهش كل أصحاب العقل والفكر،
قال تعالى : { بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ } ( البقرة – 117) .
2 – الفضل والعلم والتدبير:
إذاً أَحِبَّ الله تعالى الذي أكرمك من فضله، وأعطاك من علمه، ودبر لك أمورك كلها،
فأمرك عند الله تعالى بين الكاف والنون،
قال تعالى:{وَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} ( البقرة – 117) .
3 – الإحسان والإنعام والكرم :
إذاً أَحِبَّ الله تعالى الذي أحسن إليك وأنعم عليك وأكرمك،
فلا نستطيع أن نعدد نعمه، أو نسرد آثار كرمه،
قال تعالى:{مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} ( فاطر – 2 ) .
كيف نفوز بمحبته سبحانه ؟
أسباب الفوز بمحبة الله تعالى :
- الصدق في محبة الخالق سبحانه وتعالى .
- الصدق في محبة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .
- الالتزام بأوامر الله تعالى .
- الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .
- الإكثار من قراءة القرآن الكريم وتدبر معانيه، واستحضار أنك تسمعه من الله تعالى .
- التقرب إلى الله تعالى بالإكثار من النوافل بعد الفرائض .
- المداومة على الذكر في كل حالٍ باللسان والقلب .
- الدعاء والإقبال على الله تعالى، ومناجاته بأسمائه وصفاته والتضرع دائما بين يديه.
لمن تكون محبة الله تعالى ؟
(الصبر- الإحسان – التوبة والتطهر- الجهاد في سبيل الله – التوكل على الله – التقوى – العدل).
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} (البقرة – 195)،
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} (البقرة – 222)،
{وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (التوبة – 108)،
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} (الصف – 4)،
{إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} (آل عمران – 159)،
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} (التوبة – 4).