تفسير سورة الليل تفسير القرآن الكريم | تلاوة خاشعة سورة الليل

تفسير سورة الليل وتلاوة خاشعة سورة الليل إسلام صبحي

تفسير سورة الليل للإمام محمد سيد طنطاوي رحمه الله تعالى،
ومعلومات عن سورة الليل بالإضافة إلى تلاوة خاشعة لسورة الليل،
سنتعرف على كل ذلك من خلال هذه المقالة ⇓

تفسير سورة الليل الشيخ محمد العريفي

معلومات عن سورة الليل

 سورة الليل من سور القرآن الكريم من السور المكية أي التي نزلت قبل الهجرة النبوية.
والدليل على أنها مكية خالصة ، ما رواه ابن عباس رضي الله عنهما ، قال: نزلت سورة «والليل إذا يغشى» بمكة.

 والسورة الكريمة، قد احتوت على بيان شرف المؤمنين، وفضائل أعمالهم، ومذمة المشركين، وسوء أفعالهم، وأن الله تعالى- قد أرسل رسوله للتذكير بالحق ولإنذار المخالفين عن أمره- تعالى- أن يصيبهم العذاب الأليم.

سورة الليل مكتوبة

تفسير سورة الليل للإمام محمد سيد طنطاوي

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)

مقال ذات صلة: تفسير سورة الضحى للسعدي

تفسير سورة الليل

تفسير سورة الليل الآيات (1 – 4)

أقسم الله تعالى في هذه السورة بثلاثة أشياء، على أن أعمال الناس مختلفة.

1 – أقسم الله بالليل، ومعناها : وحق الليل أن يغطي النهار بضياءه، ويذهب نوره، فيتحول الكون من الضياء إلى الظلام، وعند حلول الليل يسكن الخلق عن الحركة، ويأوى كل إنسان إلى مأواه، ويستقبلون النوم الذي فيه ما فيه من الراحة لأبدانهم، كما قال- تعالى-: وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِباساً. وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً.
 
2 – أقسم الله تعالى بالنهار ومعناها : وحق النهار حين ينكشف ويظهر، ويزيل الليل وظلمته، ويخرج الناس معه ليباشروا أعمالهم المتنوعة.
 
3 – أقسم الله تعالى بالذكر والانثى، فيمكن أن تكون «ما» هنا حرفا مصدريا، فيكون المعنى: وحق خلق الذكر والأنثى، وعليه يكون- سبحانه- قد أقسم بفعل من أفعاله التي تدل على كمال قدرته، وبديع صنعته، حيث أوجد الذكور والإناث من ماء واحد، كما قال- سبحانه-: وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثى مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنى   وحيث وهب- سبحانه- الذكور لمن يشاء، ووهب الإناث لمن يشاء، وجعل العقم لمن يشاء.
 
وقوله- تعالى-: إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى هو جواب القسم. وشتى جمع شتيت. مثل:
جريح وجرحى، ومريض ومرضى. والشتيت: أي المتفرق، من الشتات بمعنى الابتعاد والافتراق.
 
والمعنى: إن أعمالكم ومساعيكم- أيها الناس- في هذه الحياة، لهى ألوان شتى، وأنواع متفرقة، منها الهدى ومنها الضلال، ومنها الخير، ومنها الشر، ومنها الطاعة، ومنها المعصية.. وسيجازى- سبحانه- كل إنسان على حسب عمله.
وأسند- سبحانه- التجلي إلى النهار، على سبيل المدح له بالاستنارة والإسفار.
والمراد بالسعي: العمل. وقوله «سعيكم» مصدر مضاف فيفيد العموم فهو في معنى الجمع أى: إن مساعيكم لمتفرقة.
 
قال القرطبي: السعى: العمل، فساع في فكاك نفسه، وساع في عطبها، يدل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: «الناس غاديان: فمبتاع نفسه فمعتقها، وبائع نفسه فموبقها»  .
 

تفسير سورة الليل الآيات (5 – 7)

الحسنى تأنيث الأحسن، وهي صفة لموصوف محذوف.
أى: فَأَمَّا مَنْ أَعْطى حق الله- تعالى-، بأن أنفق من ماله في وجوه الخير:
كإعتاق الرقاب، ومساعدة المحتاجين.. وَاتَّقى المحارم والمعاصي وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى أى: وأيقن بالخصلة الحسنى، وهي الإيمان بكل ما يجب الإيمان به، أو أيقن بالملة الحسنى، وهي ملة الإسلام، أو بالمثوبة الحسنى وهي الجنة.
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى أى: فسنهيئه للخصلة التي توصله إلى اليسر والراحة وصلاح البال، بأن نوفقه لأداء الأعمال الصالحة التي تؤدى إلى السعادة.
وحذف مفعول «أعطى واتقى» للعلم بهما، أى: أعطى ما كلفه الله- تعالى- به، واتقى محارمه.

تفسير الآيات (8 – 10)

وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ بماله فلم يؤد حقوق الله- تعالى- فيه، ولم يبذل شيئا منه في وجوه البر. وَاسْتَغْنى أى: واستغنى عن ثواب الله- تعالى-، وتطاول على الناس بماله وجاهه، وآثر مُتَعِ الدنيا على نعيم الآخرة …
وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى أى: وكذب بالخصلة الحسنة التي تشمل الإيمان بالحق، وبيوم القيامة وما فيه من حساب وجزاء.
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى أى: سنهيئ له المشقة والشدة.

تفسير الآية (11)

يجوز أن تكون «ما» نافية.
والتردي: السقوط من أعلى إلى أسفل، ويراد به هنا الهلاك في النار.
والمعنى : فلا يوجد ما يغني هذا الشقي يوم القيامة إذا سقط وهلك في النار.
 
ويجوز أن تكون «ما» استفهامية.
ويكون الاستفهام المقصود به الإنكار والتوبيخ.
والمعنى : فما الذي يغني هذا الشقي بعد سقوطه في النار يوم القيامة.

تفسير الآيات (12 – 13)

بين الله تعالى لعباده طريق الخير وعاقبته الحسنة، وطريق الشر وعاقبته السيئة، فقال- تعالى-: إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى. وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى،
أي علينا بيان طريق الحق وطريق الباطل، فمن أراد بعد ذلك الإيمان فليؤمن فينال الثواب، ومن أراد الكفر فليكفر فيحل به العقاب، وإن لنا وحدنا كل ما في الدنيا، وكل ما في الآخرة.

تفسير سورة الليل الآيات (14 – 15)

والفاء في قوله- سبحانه-: فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى للإفصاح عن مقدر، لأنها تدل على مراعاة مضمون الكلام الذي قبلها، وتأتى بعده بما يفصله ويزيده وضوحا..

ومعنى تلظى : تتوهج، أى: إذا كان الأمر كما ذكرت لكم، من حسن عاقبة من أعطى واتقى،
ومن سوء عاقبة من بخل واستغنى، ومن أن كل شيء تحت قدرتنا وتصرفنا..
فأكون بذلك قد حذرتكم من عذاب عظيم يوم القيامة، وخوفتكم من السقوط في نار عظيمة تلتهب وتتوقد،
وهذه النار لا يَصْلاها أى: لا يحترق بها إِلَّا الْأَشْقَى أى: من اشتد شقاؤه بسبب إصراره على كفره وفجوره.

تفسير الآية (16)

وهذه الآية صفة لهذا الشقي.
والمعنى : سيحترق بهذه النار هذا الإنسان الذي بلغ الغاية في الشقاء والتعاسة، والذي من صفاته أنه كذب بالحق، وأعرض عن الطاعة وسار في طريق الكفر والجحود، حتى أدركه الموت، وهو على ذلك.

تفسير الآية (17)

والقرآن الكريم دائما يقابل بين الشر والخير، فتحدث في الآية السابقة عن الأشقياء، ثم في هذه الآية تحدث عن الأتقياء، فقال تعالى وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى.
والمعنى : وسيبتعد عن هذه النار المتأججة الأتقى.

فالمراد بالأشقى والأتقى: الشديد الشقاء، والشديد التقوى.
والتعبير بقوله: وَسَيُجَنَّبُهَا يشعر بابتعاده عنها ابتعادا تاما، بحيث تكون النار في جانب، وهذا الأتقى في جانب آخر، كما قال- تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنى أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ}.

تفسير الآية (18)

ثم وصف الله تعالى الأتقى بقوله :الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى.
والمعنى : أن هذا الإنسان التقي يقدم ماله لغيره، وينفقه على الفقراء والمساكين وفي وجوه الخير،
قاصدا بذلك وجه الله تعالى، آملا أن يتطهر بماله من الذنوب.

قد يهمك أيضًا: تفسير سورة القدر للشعراوي وابن كثير والسعدي

تفسير الآية (19 – 20)

والمعنى : أن هذا الإنسان الكامل في تقواه لا يفعل ما يفعل من وجوه الخيرات،
من أجل المجازاة لغيره على نعمة جاءت من هذا الغير له، وإنما يفعل ما يفعل من أجل شيء واحد،
وهو طلب رضا الله تعالى والظفر بثوابه، والإخلاص لعبادته سبحانه.

تفسيرسورة الليل الآية (21)

وقوله- سبحانه-: وَلَسَوْفَ يَرْضى المقصود به الوعد الصادق لهذا التقى، بما يزيد في سروره، وفي قرة عينه.

هذا، وأكثر المفسرين على أن هذه الآيات الكريمة نزلت في شأن سيدنا أبى بكر الصديق- رضى الله عنه- أحد العشرة المبشرين بالجنة.
قال الإمام ابن جرير ما ملخصه: وذكر أن هذه الآيات نزلت في أبى بكر الصديق.. فقد كان يعتق العجائز من النساء إذا أسلمن، ويشترى الضعفة من العبيد فيعتقهم.
وقال الإمام ابن كثير: وقد ذكر غير واحد من المفسرين، أن هذه الآيات قد نزلت في أبى بكر الصديق- رضى الله عنه-.

الصفات الحسنة المأخوذة من سورة الليل التي يجب أن نتحلى بها : العطاء – السخاء – الصدق – الخوف من الله تعالى – الكرم – الإنفاق – الإيمان التام .

الصفات السيئة التي يجب أن نبتعد عنها : البخل – الغرور – الكذب .

نسأل الله- تعالى- أن نكون من الأتقياء الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
اللهم صلي على سيدنا محمد الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.

سورة الليل تلاوة جديدة من تلاوات القارئ اسلام صبحي

المراجع : 

تفسير ابن جرير – تفسير ابن كثير – تفسير فتح القدير للشوكانى – تفسير القرطبي .
تفسير سورة الليل (الوسيط في تفسير القرآن الكريم للإمام محمد سيد طنطاوي)

شاهد أيضاً

سورة فصلت

سورة فصلت مكتوبة كاملة بالتشكيل

سورة فصلت إحدى السور المكية في القرآن الكريم وهي من السور التي بدأت بحروف مقطعة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *