وصف الجنة في القرآن والسنة | خلود ونعيم في الجنة إن شاء الله

وصف الجنة في القرآن والسنة

موضوع اليوم عن وصف الجنة في القرآن والسنة، فالحمد لله الذي جعل الجنة للمؤمنين نزلا،
الحمد لله الذي يسر لعباده الأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة،
الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل وتجاوز لهم عن الكثير من الذلل،
ثم أنعم عليهم بالكثير من النعم وجعل الجنة جزاءً لمن شكر وصبر.

 وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبد من عباده طامعا في الفوز بالجنة برحمته،
وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسله الله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين،
وحجة على العباد أجمعين، بعثه الله تعالى منادياً للإيمان وداعياً إلى دار السلام صلى الله عليه وسلم.

وصف الجنة في القرآن والسنة

خلقنا الله تعالى لهدف محدد، وهو أن نعبده سبحانه، فمن عبد الله حق عبادته وصل إلى الغاية وفاز بالجنة دار الخلود،
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات – 56)،
وقال تعالى :{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} (ق – 34) .
والجنة دار أعدها الله لعباده المتقين، وقد قال سبحانه في وصفها، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.

قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة – 17).

 وقد ذُكِرَ وصف الجنة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وهو كالتالي:

 وصف الجنة في القرآن وأحوال أهلها 

 قال تعالى : { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ } (محمد – 15) .

فيها أنهار من ماء لم تتغير رائحته، ولم يتغير طعمه .
فيـها أنهار من لبن لم يتغير طعمه .
فيها أنهار من خمرلذيذ لشاربه، ليس كخمر الدنيا لأن خمر الدنيا محرم .
فيـها أنهار من عسل مصفى من الشوائب لم يخالطه شيء .
فيهـا جميع الثمرات من الفواكه وغيرها .

قال تعالى : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ( البقرة – 25) .

فيها حدائق أشجارها كثيرة، وتجري من تحت هذه الأشجار أنهار من ماء .
فيها أزواج من الحور العين مطهرة .
لا يخرجون من الجنة أبداً ولا يموتون .

وصف الجنة في القرآن سورة الإنسان

قال تعالى : {  وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا *  وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا *  قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا } (الإنسان – 12:21) .

متكئين على الأسرة الناعمة المزينة بأفخر الثياب .
لا يشعرون فيها بالحر ولا بالبرد .
أشجار الجنة قريبة منهم ليأخذوا من ثمرها ويجلسون تحت ظلالها .
يدورعليهم الخدم بأواني من فضة مملوءة بالطعام، وأكواب من فضة أيضا يشربون منها.
يسقون فيها كأسا مملوءة بالخمر مزجت بالزنجبيل .
يشربون من عين في الجنة تسمى سلسبيلا .
يدورعليهم غلمان يخدمونهم دائما، إذا نظرت إليهم حسبتهم كاللؤلؤ المضاء .
نعيم الجنة لا تستطيع وصفه عندما تنظر إليه .
ثيابهم من الحرير الأخضر والحرير الغليظ، ويشربون شراباً طاهراً.

 وصف الجنة في سورة الرحمن

قال تعالى : { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ* وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ* وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } (الغاشية – 10:16)

لا يسمع فيها كلام اللغو .
فيها عين تتدفق بالماء .
فيـها سرر مرتفعة عالية .
فيها أكواب معدة للشراب .
فيهـا وسائد مصفوفة بجوار بعضها .
فيها بُسُط ( السجاد ) مفروشة .

قال تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } (الرحمن – 54).

يتنعمون في الجنة على فُرشٍ مبطنة من الديباج (الحرير الغليظ)، والثمر قريب يقطف منه النائم والقاعد والقائم .

قال تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } (الرحمن – 76).

متكئين فيها على بُسُط خضراء وفُرُشٍ جودتها عالية جداً.

قال تعالى : {  إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ *  كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ *  يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } ( الدخان – 51:56).

فيها بساتين وعيون جارية .
لباسهم من الحرير الخفيف والغليظ، ويجلسون أمام بعضهم بعضا .
فيها الكثير من أنواع الفاكهة، تأتي إليهم عندما يطلبونها ولا تنقطع عنهم أبداً.
لا يموتون فيها ووقاهم الله عذاب النار .

قال تعالى : {  ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ *  يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ *  وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ } (الزخرف 70:73).

يدخلون الجنة هم وأزواجهم (زوجاتهم أو قُرنائهم ) يكرمون ويفرحون ويتنعمون .
يأكلون طعام الجنة في أواني من الذهب، ويشربون في أكواب من ذهب، وكلما اشتهت أنفسهم شيئا وجدوه أمامهم، وهم مخلدون في هذا النعيم.
يأكلون فيها فاكهة كثيرة من كل الأنواع .

 وصف الجنـة كما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم

بعد ذكر وصف الجنة في القرآن نذكر الآن وصفها في السنة النبوية وهي كما يلي:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:  قلنا يا رسول الله مالنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة فإذا خرجنا من عندك فآنسنا أهالينا وشممنا أولادنا أنكرنا أنفسنا،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لو أنكم تكونون إذا خرجتم من عندي كنتم على حالكم ذلك لزارتكم الملائكة في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بخلق جديد كي يذنبوا فيغفر لهم،
قـال: قلت: يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قـال: من الماء،  قلت: الجنة ما بناؤها؟
قال: لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران
من دخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم ) ( رواه الترمذي ).

بناء الجنة : لبنة ( طوب من الطين) من ذهب فوقها لبنة من فضة،
وملاطها ( أي التراب الممزوج بالماء الذي يوضع بين اللبنات)،
المسك الأذفر( أي مخلوط بالعطر ذو الرائحة الطيبة )،
وحصباؤها ( الحصى الصغيرفي الجنة) من اللؤلؤ والياقوت،
وترابها ( تربة الأرض) من الزعفران الطيب، من دخلها يكون في نعيم دائم، مخلداً لا يموت،
ثيابهم جديدة دائماً لا تكون قديمة ولا متسخة، يعيشون في شباب دائم مستمر لا يتغير .

وصف الجنة في السنة النبوية

عن سهلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
[في الجنةِ ثمانيةُ أبوابٍ فيها بابٌ يسمَّى الريَّانَ لا يدخلُه إلا الصائمون] (رواه البخاري ومسلم).

أبواب الجنة ثمانية منها باب معد للصائمين وهو باب الريان .

وعن أبي مالك الأشعريِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[إن في الجنةِ غُرَفاً يُرَى ظاهرُها من باطِنُها وباطنُها مِن ظاهرِها أعَدَّها الله لمَنْ أطْعَمَ الطعامَ وأدامَ الصيامَ وصلَّى بالليلِ والناس نيام ] (رواه الطبراني).

غرف الجنة أو حجرات الجنة شفافة، يستطيع من بالخارج أن يرى من بداخلها، ومن بالداخل أن يرى من بخارجها،
وهذه الغرف معدة لمن تصدق وأنفق على الفقراء والمساكين، وداوم على الصوم، وقام يصلي بالليل.

وعن أبي موسَى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّ للمؤمِن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدةٍ مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً للمؤمن فيها أهلُون يطوفُ علِيهمْ فلا يَرَى بعضُهم بعضاً»، (متفق عليه).

خيام الجنة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا والميل حوالى 2 كيلو متر تقريبا .

دعاء دخول الجنة

وصف الجنة في القرآن والسنة

اللّهم إنا نسألك الجنة ونسألك الأعمال التي تقربنا إليها، ونسألك الأقوال التي تقربنا إليها،
اللهم إنا نسألك الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب،
اللّهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا ولأحبابنا ولإخواننا وللمسلمين أجمعين،
اللهم إنا نسألك الخلود في الجنة وارزقنا لذة النظر فيها إلى وجهك الكريم،
وارزقنا فيها جوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين ،
فاللهم صلى وسلم وبارك عليه صلاة ننال بها شرف جواره في الجنة وعلى آله وصحبه أجمعين.
وفي نهاية الحديث عن وصف الجنة في القرآن والسنة نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة ومن العاملين بعملهم.

شاهد أيضاً

ما هي أركان الصلاة وواجباتها

ما هي أركان الصلاة وواجباتها في الإسلام ؟

ما هي أركان الصلاة وواجباتها في الإسلام ؟ إن الصلاة في الإسلام هي أعظم شئ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *