الحمد لله الذي يسر لعباده الأعمال الصالحة الموصلة إلى الجنة،
الحمد لله الذي رضي من عباده باليسير من العمل وتجاوز لهم عن الكثير من الذلل،
ثم أنعم عليهم بالكثير من النعم وجعل الجنة جزاءً لمن شكر وصبر.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادة عبد من عباده طامعا في الفوز بالجنة برحمته،
وأشهد أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرسله الله رحمة للعالمين، وقدوة للعاملين،
وحجة على العباد أجمعين، بعثه الله تعالى منادياً للإيمان وداعياً إلى دار السلام صلى الله عليه وسلم.
وصف الجنة في القرآن والسنة
قال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم:{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (الذاريات – 56)،
وقال تعالى :{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ۖ ذَٰلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ} (ق – 34) .
قال تعالى: {فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} (السجدة – 17).
وقد ذُكِرَ وصف الجنة في القرآن الكريم والأحاديث النبوية وهو كالتالي:
وصف الجنة في القرآن وأحوال أهلها
قال تعالى : { مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ ۖ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى ۖ وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ } (محمد – 15) .
قال تعالى : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا ۙ قَالُوا هَٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا ۖ وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } ( البقرة – 25) .
وصف الجنة في القرآن سورة الإنسان
قال تعالى : { وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ ۖ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّىٰ سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ ۖ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا } (الإنسان – 12:21) .
وصف الجنة في سورة الرحمن
قال تعالى : { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ* وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ* وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ* وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } (الغاشية – 10:16)
قال تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ۚ وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ } (الرحمن – 54).
قال تعالى : { مُتَّكِئِينَ عَلَىٰ رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسَانٍ } (الرحمن – 76).
قال تعالى : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقَامٍ أَمِينٍ * فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقَابِلِينَ * كَذَٰلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ * يَدْعُونَ فِيهَا بِكُلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولَىٰ ۖ وَوَقَاهُمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ } ( الدخان – 51:56).
قال تعالى : { ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ۖ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ ۖ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ } (الزخرف 70:73).
وصف الجنـة كما جاء في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم
بعد ذكر وصف الجنة في القرآن نذكر الآن وصفها في السنة النبوية وهي كما يلي:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلنا يا رسول الله مالنا إذا كنا عندك رقت قلوبنا وزهدنا في الدنيا وكنا من أهل الآخرة فإذا خرجنا من عندك فآنسنا أهالينا وشممنا أولادنا أنكرنا أنفسنا،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لو أنكم تكونون إذا خرجتم من عندي كنتم على حالكم ذلك لزارتكم الملائكة في بيوتكم، ولو لم تذنبوا لجاء الله بخلق جديد كي يذنبوا فيغفر لهم،
قـال: قلت: يا رسول الله مم خلق الخلق؟ قـال: من الماء، قلت: الجنة ما بناؤها؟
قال: لبنة من فضة ولبنة من ذهب وملاطها المسك الأذفر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وتربتها الزعفران
من دخلها ينعم لا يبأس ويخلد لا يموت لا تبلى ثيابهم ولا يفنى شبابهم ) ( رواه الترمذي ).
بناء الجنة : لبنة ( طوب من الطين) من ذهب فوقها لبنة من فضة،
وملاطها ( أي التراب الممزوج بالماء الذي يوضع بين اللبنات)،
المسك الأذفر( أي مخلوط بالعطر ذو الرائحة الطيبة )،
وحصباؤها ( الحصى الصغيرفي الجنة) من اللؤلؤ والياقوت،
وترابها ( تربة الأرض) من الزعفران الطيب، من دخلها يكون في نعيم دائم، مخلداً لا يموت،
ثيابهم جديدة دائماً لا تكون قديمة ولا متسخة، يعيشون في شباب دائم مستمر لا يتغير .
وصف الجنة في السنة النبوية
عن سهلِ بنِ سعدٍ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلّم قال:
[في الجنةِ ثمانيةُ أبوابٍ فيها بابٌ يسمَّى الريَّانَ لا يدخلُه إلا الصائمون] (رواه البخاري ومسلم).
أبواب الجنة ثمانية منها باب معد للصائمين وهو باب الريان .
وعن أبي مالك الأشعريِّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
[إن في الجنةِ غُرَفاً يُرَى ظاهرُها من باطِنُها وباطنُها مِن ظاهرِها أعَدَّها الله لمَنْ أطْعَمَ الطعامَ وأدامَ الصيامَ وصلَّى بالليلِ والناس نيام ] (رواه الطبراني).
غرف الجنة أو حجرات الجنة شفافة، يستطيع من بالخارج أن يرى من بداخلها، ومن بالداخل أن يرى من بخارجها،
وهذه الغرف معدة لمن تصدق وأنفق على الفقراء والمساكين، وداوم على الصوم، وقام يصلي بالليل.
وعن أبي موسَى الأشعري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إنَّ للمؤمِن في الجنة لخيمةً من لؤلؤة واحدةٍ مجوفة طولها في السماء ستون ميلاً للمؤمن فيها أهلُون يطوفُ علِيهمْ فلا يَرَى بعضُهم بعضاً»، (متفق عليه).
خيام الجنة من لؤلؤة واحدة مجوفة، طولها في السماء ستون ميلا والميل حوالى 2 كيلو متر تقريبا .
دعاء دخول الجنة
اللهم إنا نسألك الجنة بغير حساب ولا سابقة عذاب،
اللّهم إنا نسألك الجنة لنا ولوالدينا ولأحبابنا ولإخواننا وللمسلمين أجمعين،
اللهم إنا نسألك الخلود في الجنة وارزقنا لذة النظر فيها إلى وجهك الكريم،
وارزقنا فيها جوار سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد المرسلين ،
فاللهم صلى وسلم وبارك عليه صلاة ننال بها شرف جواره في الجنة وعلى آله وصحبه أجمعين.